من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الشعر الكعبيّ الشّاعر الكعبي عمّار نقاز: ( 05 )

12212274_992458750822135_851501794_n

بقلم عبد الله لالي

عن  الشاعر عمار نقاز

مكتب الجزائر

 

هكذا تغنى الأمير..( محمّد جربوعة )

أتريد فتوى كي تحبّ عيونَها ؟ * *

ما عند قلبٍ حين يسقط منطقُ ومن العواصم مَن كهذي فتنةً * *

وبدون فتوى من فقيهٍ تُعشقُ معروفة بالعنف ، تفرض حبّها * *

إن أمسكتْ بالقلبِ لا تترفّقُ لا تمهل المذهولَ نصفَ دقيقةٍ * *

مثل الكتابِ.. تشدّه وتمزّقُ ـــــــ الأمير .. من قصيدته في المدينة الهيفاء دمشق الحزينة.. ميلاد شاعر .. ـــــــــــــــــــــ شاعر ( قلعة بني حمّاد ) أحد فرسان المدرسة الكعبيّة المدجّجين بالجمال وعبق القول البهيّ، ولد شعريّا ذات يوم من عام 2013 م مكتمل الأداة واضح الرؤية قويّ اليقين..

شاعر كعبيّ يغرّد حرّا ،

لا يقيّد جناحيه شيء سوى دهشة الشعر وجماله.. في المدرسة الكعبيّة ظهرت موهبته وتألّق نجمه ،

ذلك لأنّ الشاعر عمّار نقاز1 لم يقل الشعر إلا بأَخَرة عندما التقى الأمير وتأثر بسنفونياته الخالدة، فكان أن وُلِد شاعرٌ من رحم (الكعبيّات )..

وأوّل ما صدح به من الشعر – وكان كعبيّا خالصا – قصيدته التي مطلعها :

الكلّ يرجو رضى ليلى ويعتذرُ وأنت خلف ستار الخدر تنتظرُ وكانت شهادة الأمير من أوّل يوم وثيقة تصديق رفيع على ميلاد شاعر مكتمل الموهبة، ناضج الحرف،

ضليع في عالم القصيد: ” هناك شعراء يولدون واقفين ،

وهناك طيور تجنّن الناس من أوّل ربيع لها ..

ولا يأتي عليها الربيع الثاني إلا وهي تحمل تيجانا على أغصان الأشجار المزهرة في نيسان..

والشاعر عمار نقاز ،

اسم من هذه الأسماء التي تكبر بسرعة..

وبين التفاتة وأختها ، يزداد طول قامته باتجاه النجوم .

.وهو ما يعتبر ظاهرة أمام أناس ادعوا ( نبوة) الشعر منذ عشرين سنة ،

وقد كبروا اليوم في الشعر ولم يكبر الشعر فيهم .. لكنهم يصرون على أن يعترضوا الماء في السيل كأحجار .. فلا هم ينحدرون مع الماء لسقي الأرض وإنبات الورد ،

ولا مطلوب حسدهم يتحقق في منع الماء من الوصول إلى حدائق الجمال وحقول البهجة.. كالجوهريّ ، أضع بيتين من شعر عمار نقاز بين نواجذي ، وأقول وأنا أرفع حاجبيّ وأمطّ شفتيّ :

(هذا هو الشعر..لا ترك الفتى شيطانُه ). شاعر قلعة بني حمّاد: ــــــــــــــــــــــــــــــــــ عرف بشاعر ( قلعة بني حمّاد ) بلا منازع ، وهو القائل فيها وفي بهاليلها الأُول من عظماء الرّجال: أَقّوْمِي صَارَ يَدْفَعُنِي حَنِينِي إلى تلكَ المرابعِ ..فاعْذِرُونِي سَأَمْضِي كَي أَشُمّ بِهَا رَحِيقًا وَتَرْقُبَ عِزّ أجْدَادِي عُيُونِي أُنَادِي ذِي الجِبَالَ فَلَا مجيبٌ فتُوقَظُ فيَّ أوهامَ الجنونِ أُحَاكِي الدَّهْرَ عَنْ سِرٍّ دَفينٍ تَوارَى خَلْفَ سِرْدابٍ حَصِينٍ تُكَلِّمُنِي الحجارة ُ في سكونٍ وَتَنْطِقُ كُلّ أَصْواتِ الشُّجُونِ وَيَظْهَرُ طَيْفُ حَمَّادٍ (2 )يُبَاهِي بِذَاكَ الصَّرْحِ أطْلَال الحُصُونِ فَمَجْدٌ قَدْ تَسَامىٰ ذَاتَ يَوْمٍ بِهَذِي الأرض ذِكْرَاهُ حنيني وُيُوسُفُ ذُو الفَضَائِلِ

( 3)فِي ثَرَاهَا يَنَامُ اليَومَ ….

تَهْواهُ مُتُونِي وقال فيه الشاعر الكعبيّ الآخر الشيخ رمضان: “

هو من أبرز شعراء المدرسة الكعبية ( مدرسة كعب ابن زهير ) في وطننا الحبيب ، وقصائده تشهد على تميزه وإبداعه وتدل على أنه تمكن من الأخذ بناصية القصيدة العربية بكل خصائصها الشكلية والموضوعية، كما يمتاز بعصاميته الفذة في كثير من الأمور ، ولكأني بالشاعر عناه بقوله : نفسُ عصامٍ سودت عصاما * * وعلمته الكرَّ والإقداما وأورثته العز والإكراما * *

وصيرته ملكاً هماما ”

لله درّها من مدرسة تصنع رجال ( الكَلِم ) وفرسان المنابر الحرّة الصّدّاحة، تخرج الأفذاذ من الشعراء فينبهر بهم النّاس وتشرأبّ إليهم الأعناق، ويكونون لسان صدق في الآخرين كما كان كعب بن زهير وحسّان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وأضرابهم لسان صدق في الأوّلين..

كتب الشّاعر عمّار نقاز

أوّل مقطوعة شعريّة في حياته منذ سنتين تقريبا ( 2013 م )، مشاركة في جداريّة للأمير محمّد جربوعة. وقال فيها: الكل يرجو رضى ليلى ويعتذر وأنت خلف ستار الخدر تنتظرُ يا هل تُراك قبلت العذر من وله أم هل تراك جعلت القلب ينكسر جودي علينا بعفو تنشرين به عطر الورود لعلّ العطر ينتشر يا قوم إني صريع من محبتها من في هواها دروس الحب تختصرُ فولد الشعر كبيرا من أوّل يوم، وجاء الشّاعر ممتطيا فرسه، وكأنّه قد راضه من قبل ذلك سنين عددا، وتوالى القول مطرا منهمرا وسيلا دفّاقا ، غير أنّه من عذب ماء كأنّه الفرات،

واجتمع له في سنتين ما يصلح أن يطبع منه ديوانين من عيون الشعر العربي، نذكر منه رائعته التي بعنوان ( هاروتيّة عينيّها )، يقول فيها:

وقفت ببابي ذات يوم ظبيةٌ تبغي حديثاً والعيونُ تحدّقُ فأشحتُ عنْها من حياءٍ معرضًا وجعلتُ منْ أحوالها أتحققُ سبحان منْ خلق الجمال جميعهُ تبدو كبدرٍ أو كشمسٍ تُشْرِقُ وفي العنوان ذاته سطوة ذلك السّحر الهاروتي ( هاروتيّة عينيها )، فعيون المرأة التي يذكرها تملك من القوّة والتأثير والإبهار كأنّما هي سحر هاروتي، ثم يقول في ختامها مندهشا منبهرا ،

مقرّا بعجزه أمام تينك العينين:

إنّ العيون إذا تعاظم سحرها جعلت قلوب النّاسكين تحلّقُ وبَنَتْ من الشّعر الجميل سقيفةً يأوي إليها كلّ نبضٍ يخفقُ. فنجد دوما تلك البصمة ( الكعبيّة ) التي ما تخطئ أمرين اثنين؛ جماليّة التصوير وإيمانيّة المحتوى،

في مقاطع من مثل قوله: (فأشحتُ عنْها من حياءٍ معرضًا / سبحان منْ خلق الجمال جميعهُ / جعلت قلوب النّاسكين تحلّقُ ..). وتلك البصمة القدسيّة نجدها في جلّ قصائده وفي غالب قصائد الشعراء الكعبيين، يقول في قصيدته (إلى مُسرفةٍ في العشق ): فالقلبُ يتعبُ يا صَبِيّةُ صدّقي فأنا الخبيرُ …وهذه أسراري نبضي تذبذب قد أموت بجلطةٍ إن صار فعلا ..هذه أقداري ( أنا لست أنكر في الحقيقة حسنها فعيونُها ترسانةٌ من نار وسهامُها إن فارقت أقواسَها خلَفَت حريقًا مُتْلفَ الأضرار ) بالله رفقًا قد هدمتِ صوامعي فركضتُ خلف الكُحل والأشفارِ ) هل قد أَذُوبُ كسكرٍ في بحرها أم أرتقي في زُمرة الأحبارِ ؟!!!!! )

. ونختم حديثنا عن الفارس الكعبيّ وفارس قلعة بني حمّاد بمقاطع من رائعته المذهلة (أوجاعُ جُرحٍ قَديم ): بَيْنَا(*)أسيُرُ ولَمْ أكُنْ أتَوقّعُ كَانَتْ تُرَاقِبُ في خُطَايَ وتتْبعُ هتَفَتْ بِصَوْتٍ قَدْ تسوْسن رقّةً وَاسْتَجْمَعَتْ فِي سِرِّهَا مَا يُجْمَعُ عَمَّارُ – قَالَتْ -..فَالتَفَتْتُ تُجَاهَهَا مَنْ ذِي تُرَاهَا قَدْ تَرَاءَتْ تُسْرِعُ أَتَكُونُ إِحْدَى اللَّيِّنَاتِ بِحَيِّنَا مَنْ قَدْ تَرَامَتْ فِي قَرِيضِيَ تَسْمَعُ أَوْ رُبَّمَا الشَّقْراءُ بِنْتُ قَرِيبِنَا تِلْكَ الَّتِي في الوَصْلِ كَانَتْ تَطْمَعُ أَوْ رُبَّمَا مَنْ رَاهَنَتْ بِحُلِيِّهَا لِتَكُونَ شَمْسًا فِي سَمَائِيَ تَسْطَعُ أوَ لمْ تَكُنْ تَدْرِي ِبأنِّيَ زَاهدٌ فِي غَيْرِ مَنْ بَيْنَ الجَوَانِحِ تَقْبعُ وهي سبيكة لجينيّة ،

وجوهرة دريّة من فرائد ( الكعبيّات ) التي تغازل كعبيّات الأمير وتعانقها بشوق، ويقول في بعض مقاطعها دامغا أبياتها بـ (الشيفرة ) الكعبيّة: هي ما دَرتْ أني تقي زَاهِدٌ مُتَعَفِّفٌ فِي مِثْلِهَا لَا أَطْمَعُ كَانَتْ تُحَاوِلُ أَنْ تُثِيرَ مَوَاجِعِي عَبَثًا يُبَعْثِرُهَا الهَوىٰ وَيُجَمِّعُ وَتُخَالِفُ الأعْرَافَ تُدْرِكُ أنّها مَجْنُونَةٌ وَجُنُونُهَا مُتَصَنَّعُ مِسكينة قَدْ أَسْرَفَتْ فِي حُلْمِهَا ما ضَاعَ منهَا مُستحيلٌ يَرجعُ..

وما يزال سِجلّ الكعبيين مفتوحا نَسْطُر فيه بين آن وآخر كلمات خجلى ترسم ملامح هذه المدرسة المباركة، وتقدّم للنّاس بعض حسناتها الكثيرة، لعلّ جيلا أرمقه في الأفق يقفو خطاها ويسير على نهجها، ويعيد لمملكة الشعر نبضها ولدولة الشعر زمانها ، الذي كادت حضارة الغرب المزيّفة تطمسه وتهيل على آثاره التّراب.. يتبــــع.. ــــــــــــ

1- – الشاعر عمّار نقاز من مواليد 18 ماي 1980 م حافظ لكتاب الله تعالى، وحفظ لامية العرب في سنّ العاشرة كما حفظ ( من أسهل المسالك في مذهب الإمام مالك ) في تلك السّن، درس الهندسة الميكانيكيّة في الجامعة واختار أن يكون طائرا حرّا غريدا في الشعر وفي ميدان الحياة العمليّة ،

درس العروض وبحور الشّعر لمّا تعرّف على الأمير ( محمّد جربوعة )، حتّى أتقن علم العروض وكتب الشعر على معظم بحوره . *

من تهميش الشاعر عمار نقاز على قصيدته في ( قلعة بني حمّاد ):

2 – حماد بن بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مؤسس الدولة الحمادية 3 – يوسف أبو الفضل النحوي صاحب قصيدة “”المنفرجة “”ودفين منطقة المعاضيد ويدعى أيضاً أبو الفضائل النحوي.

12181821_991605080907502_1549400483_n

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد