من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

"البحث عن السعادة " بقلم دكتورة راندا العدوى

12189860_705883439545797_961983766048622458_n

بقلم الدكتورة:رندا العدوى

بعد أن اختفت “السعادة “من بيننا وأصبحت كاللؤلؤة المستقرة في أعماق البحار يصعب الوصول إليها من دون امتلاك أدوات الغوص ومهارة الغواص ،

عزمت أن ابحث مع “القارئ “الكريم عن “السعادة “من خلال رحلة قصيرة في السطور التالية بعيد عن ما يحدث في محيط الكرة الأرضية “شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً “من تناحر سياسي واقتصادي واجتماعي من اجل النفوذ والبقاء ،

و سأتعرض لمعني ومفهوم والسعادة في كلماتي وأطرح الأسئلة وأجيب عليها من خلال تجارب وحقائق وفي النهاية سأطرح مفهوم السعادة من وجهي نظري المتواضعة .

أولا: هل نعرف معني “السعادة ” ،”السعادة ” التي تخيلها “الرسام “صديق الأديب الكبير عباس محمود العقاد ورسمها كانت عبارة عن “فتاة في سن العشرين تركض يمين ويسار بحيوية وشعرها يتطاير وهي في قمة السرور والبهجة واللهو ،ولكن أديبنا الكبير قال لا أتخيل السعادة هكذا ورفض أن تكون “السعادة “امرأة جميلة .

ثانيا: هل السعادة في “المال “أقول السعادة أحساس لا يمكن الوصول إلية بالمال فهناك أغنياء يملكون المال ولن يعرفون للسعادة طريق فكم من غني تعيس وكم من فقير سعيد ,وللشعوب أيضا تجارب في السعادة والتعاسة فعلي الرغم من فقر الشعوب الإسلامية فهم أكثر سعادة من الأمريكان والسويديون والسويسريون الذين ينعمون بالغني والرفاهية والتقدم في كل المجالات ،وهذا مجمل ما تحدث به المتخصصون والباحثين ،وبذلك المال ليس مصدر من مصادر “السعادة “.

ثالثا:هل السعادة في الجاه والسلطان والحكم ،أقول أن السعادة ليس مرتبطة بمنصب فكم من سلاطين وملوك يعيشون حياة تعيسة وأقدم عدد منهم علي الانتحار بالرغم ما يملكه من نفوذ وكم من مدير ومسؤول يتمني أن يعيش مثل عامل بسيط “سعيد “

. وحتى ارصد كل معاني “السعادة “ومفهومها لدي الناس اعرض عليكم دراسة أجرتها احدي الجامعات الأوربية علي 20 ألف شخص من شرائح مختلفة وكانت أجابتهم عن مفهوم “السعادة ” كالتالي ، 40% قالوا “الحب ” 26 % قالوا “الرضا” 17%قالوا “الصحة ” 7%قالوا “الزواج ” 5%قالوا “المال ” و3%قالوا “الأطفال ” و3%قالوا “السفر “.

وفي النهاية لا يمكن لأي شخص أن يضع تعريف للسعادة فهو إحساس داخل الإنسان يحس فيه بالهدوء والراحة والسكنية ويتلخص في أمور أربعة من وجهة نظري واعتبرها مصادر السعادة الحقيقة وهي “الرضا والصبر والأمل والعمل ”

،فعندما تكون راضي صابر تملك الأمل رغم العثرات وتعمل ولا تركن إلي الكسل والخمول فسوف تشعر بسعادة غير مسبوقة ،

فالرضا سوف يزيل عنك كل الهموم لأنه كنز حقيقي يمنحه الله إلي المخلصين وهو أول مفاتيح السعادة فعندما تكون راضي علي ما تمنحه لك الحياة وتدرك أن الله هو الذي يعطيه ستقتل وساوس الطمع والسخط والهم ،

والصبر مفتاح أخر من مفاتيح السعادة وبه يأتي الفرج وجزاء الصابرين يعطيه الله عز وجل في الدنيا والآخرة والمفتاح الثالث هو “الأمل “فالأمل حياة والعزيمة تحقق الأمل وتدفع النفس إلي الاطمئنان فعندما تعقد أن الدنيا قد عاندتك ووقفت في وجهك فتذكر دائما الأمل وان الفرص لا تزال موجودة وعندما تقطعت املك فعلم أن قطعت حياتك فالأمل اطمئنان وسعادة وسكينة ،

والمفتاح الأخير من مفاتيح السعادة وهو العمل فوجود الإنسان علي وجه الأرض مرتبط بالعمل ونهضته وتقدمة في العمل المتقن ،ومهما بلغت من العمر سيرتبط بك العمل حتى اللحظات الأخيرة ،واتمني أن يمنحنا الله والقاري مفاتيح السعادة فهي “الكنز الحقيقي”.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد