من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

يوم الأرض دُمِغّ بدم الشهداء في ذكري 30 أذار مارس يوم الأرض

 

1916085_121615824880327_5888716577512084177_n

الكاتب الصحفي المفكر العربي والإسلامي الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد ابو نحل أمين سر شبكة كتاب الرأي العرب سابقًا رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين محاضر وأستاذ جامعي المركز القومي للبحوث العلمية

مدير مكتب-فلسطين

والذي دُمغ وسطر وارتوي ولا يزال يُسطر بدماء الشهداء الأبرار الأكرم منا جميعًا؛ إنه يوم العزة والكرامة؛ يوم الصمود والتحدي والمواجه، هو يومًا عظيمًا من أيام شعبنا الفلسطيني البطل الذي روي بدمه الطاهر تراب الأرض المباركة المقدسة ومازال منذ قرن إلى هبة وانتفاضة المسجد الأقصى المبارك يقدم أُلوف الشهداء الذين روُوّا بدمائهم الزكية الطاهرة تراب فلسطين الطاهر؛ إنه ليس يومٌ عادي! بل يومًا صار به حدثاً محورياً في الصراع الفلسطيني الصهيوني على الأرض؛ حيث ترجعُ أحداث يوم الأرض الفلسطيني للعام 1976م بعد أن قامت قوات الاحتلال الصهيونية الهمجية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية الفلسطينية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق كثافة سكانية فلسطينية، وتحت غطاء مرسوم صهيوني جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع “تطوير الجليل” والذي كان في جوهره الأساسي هو “تهويد الجليل” وبذلك كان السبب المباشر لأحداث يوم الأرض، وهو قيام السلطات الصهيونية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل في فلسطين التي احتلت عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل علماً بأن سلطات الاحتلال الصهيوني قد صادرت خلال الأعوام ما بين 48-72 أكثر من مليون دونم من أراض القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل، عِلماً بأن سلطات الاحتلال صادرت خلال الأعوام ما بين 1948م – 1976م أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى التي استولت عليها عام 48 . وعلى أثر هذا المخطط العنصري قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وفي تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار (مارس) احتجاجاً على سياسية المصادر وكالعادة كان الرد الصهيوني عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت بإطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، سخنين وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى؛ وهم: الشهيد خير ياسين والشهيد خضر خلايلة من سخنين والشهيدة خديجة شواهنة من سخنين والشهيد رجا أبو ربا من كفر كنّا والشهيد محسن طه من عين شمس واستشهد في الطيبة الشهيد رأفت الزهيري رحمهم الله جميعًا، وكانت حصيلة شهداء يوم الأرض : بلغت حصيلة “يوم الأرض” ستة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين المُغتصبة، بالإضافة الى حوالي (49) جريحًا ونحو (300) معتقل. وفي ذكري يوم الأرض نؤكد أن الأرض هي العرض هي فلسطين والوطن والكيان والوجود، فلا وجود لأي شعب كان، بدون أرض يعيش عليها؛ كان هذا دائماً مفهوم الأرض بالنسبة للشعب الفلسطيني. ولذا دافع عنها وناضل من أجل المحافظة عليها من بداية القرن، وما زال حتى يومنا هذا ولا يزال يكافح ويجاهد ويناضل لنيل حريته واستقلاله وتحرير الأرض المباركة المسروقة والمحتلة من الصهاينة المستوطنين البُغاة، لذلك سيبقي يوم الأرض يعُد معلماً بارزاً في التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني، باعتباره اليوم الذي أعلن فيه الفلسطينيون تمسكهم بأرض آبائهم وأجدادهم، وتشبثهم بهويتهم الوطنية والقومية وحقهم في الدفاع عن وجودهم رغم عمليات القتل والإرهاب والتنكيل التي كانت وما زالت تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، بهدف إبعاده عن أرضه ووطنه. تأتي الذكرى ومازال الدم الفلسطيني مسفوحًا مسفوكًا نازفًا جاريًا مُتدفقًا ليروي تُراب هذا الوطن الجريح المُحتل، لتقول للعالم أجمع ولقوات الاحتلال الصهيوني أن شعبنا الفلسطيني برغم كل محاولات الطمس والتهويد والطرد والترحيل والقتل والبطش والسجن والسجان لم يلين ولم يستكين ومستمر في التضحية والعطاء؛ وإن معركة الأرض لم تنته بعد وهي مُستمرة مُتدحرجة مع تواصل القمع والظلم، واعتداءات الاحتلال الهمجية و لن تتوقف تلك المعارك بانتهاء الاحتلال. فالسنوات الطويلة من عمر الاحتلال لم تفلح في فصل الفلسطيني عن أرضه، وإنما زادته إيمانا وتشبثا بها وتعلقا والتحامًا بها فالأرض نحن منها ومن ملحها ورويت وشربت من لحمنا ودمنا وعظمنا فنحن منها وهي منا، فللناس وطنُ يعيشون فيه ونحن لنا وطنٌ يعيشُ فينا ونعيش فيه وإننا لمنتصرون عن شاء الله طال زمان الاحتلال أم قُّصر بالرغم من أتساع الجرائم الصهيونية وعلى رأسها الاعدامات الميدانية للشهداء الأبطال في هبة وانتفاضة القدس، ومع تغول الاحتلال واصابته بجنون الخنازير والبقر وقتله للبشر وللشجر الفلسطيني لكننا أصحاب قضية عادلة وأعظم ثورة في التاريخ البشري المعاصر، والأرض لنا فليرحل المحتلون العابرون الصهاينة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد