من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

لُصوصٌ وقتلةٌ ومُجرمين…………..بقلم الدكتور /جمال أبو نحل

1916085_121615824880327_5888716577512084177_n

بقلم الكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي
الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
المركز القومي للبحوث العلمية – فلسطين
الأستاذ والمحاضر الجامعي غير المتفرغ

مدير مكتب -فلسطين

مقالُنا يخاطب عقول وضمائر وقلوب كل الُشرفاء والأحرار في العالم، لّنسّتبِينْ حقيقة طالما أغمض العالم بصيرتهُ وبصرهُ عنها! وهي حقيقة الصهاينة؛ الذي وصفهم القرآن الكريم ببني إسرائيل وتارةً أُخري باليهود؛؛؛ إننا نحترم الإنسان ونؤمن بكل الأنبياء وبالديانات السماوية كُلها، ولقد علمنا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعُث رحمة للعالمين وللإنسانية جمعاء احترام إنسانية الإنسان وأدميتهُ وعلمنا بأنهُ (لا إكراه في الدين)؛ بل إنه صلى الله عليه وسلم بكّي حينما مرت جنازة فقام احتراماً لها فقال لهُ الصحابة الكرام جنازة كافر أو يهودي! فقال لهم المبعوث رحمةً للعاملين: “نفسٌ ذهبت مني إلي النار”؛ لقد عاش اليهود قبل عام النكبة 1948م في فلسطين وكان عددهم لا يتجاوز 1% من السكان الفلسطينيين الأصليين والذين يشكلون نسبة 98% ؛ واحتضنهم الفلسطينيون وفرشوا لهم الأرض ورودًا وأطعموهم الزيت والزيتون والتين الليمون بعدما جاؤوا من أوروبا وروسيا وألمانيا هاربين مشردين من الاضطهاد ومن القتل ؛ فعاشوا أمنين مطمئنين رغم قلة عددهم وعتادهم؛؛ ولكنهم سرعان ما عضوا اليد التي امتدت لمساعدتهم وانقلبوا على من آواهم وعلي من أمنهم من خوف وأطعمهم من جوع وكانوا خائنين غادرين لا وفاء لهم؛ وكانوا كمثل الحمار يحمل أسفارًا؛ ولقد تنوعت وتعددت جرائم بني اسرائيل عبر التاريخ من حرقٍ وقتل، وسرقات، وتجسس، وقرصنة، ودعارة واغتيالات وظلم وعربدة وكذب وافتراء حتي على رب العالمين الله عز وجل ؛ إنهم بنو إسرائيل صهاينة هذا العصر، أهل لنقض العهود كما أخبر الله عز وجل في أدق وصف في القرآن الكريم وهو كلام الله المعجز الخالد الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه قال تعالي:{ أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريقٌ منهم بل أكثرهم لا يؤمنون } وقال تعالي فيهم:{ فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسيه } وقال عز من قائل فيهم:{ الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة و هم لا يتقون } ( الأنفال آية 56 ) وقال تعالي في بني اسرائيل: ﴿وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم﴾؛ والخيانة ديدنهم وطبعهُم قال تعالي فِيهم: { ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم } ( المائدة آية 13 ) ومن صفات بني إسرائيل كذلك التزوير وقلب الحقائق!! فشعب فلسطين الذي تعرض للنكبة وهُجر من أرضه وهو اليوم يعيش الذكري ال 68 للنكبة وبسببها أصبحوا لاجئين مشردين في كل بقاع الأرض بسبب العصابات الصهيونية، الذين يقلبون الحقائق ويجعلون من أنفسهم وكأنهم هم الضحية وليسوا القاتل والجلاد وصدق الله العظيم القائل فيهم عن تحريفهم الحقائق وتزويرهم حتي في الكتاب المقدس الذي أنزل على أنبيائهم؛ قال تعالي:{ من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه }( النساء آية 46 ) وقال تعالي فيهم: { يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون } ( البقرة آية 75 ) ووصفهم القرآن الكريم ليكشف حقيقتهم فقال عز وجل:{ فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم و ويل لهم مما يكسبون } ( البقرة آية 79 )؛ وأما عن جرائمهم فهي ليست جديدة بل هي قديمة قدم خلق الإنسان ومنذ فجر التاريخ وكانوا يقتلون أنبيائهم- ولم نسمع احد في التاريخ البشري قتل أنبيائهُ إلا هم؛ فلم يقتل أنبياء الله إلا اليهود فهم الذين قتلوا زكريا و يحيى عليهما السلام وذلك مصداق قول الله عز وجل في محكم التنزيل في القرآن الكريم: { و يقتلون النبيين بغير الحق } ( البقرة آية 61 )، وقال تعالي فيهم:{ لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل و أرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا و فريقا يقتلون } ( المائدة آية 70 ) ولقد حاولوا قتل النبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات أشهرها يوم وضعوا السم في الشاه حتى قال النبي (صلى الله عليه و سلم) إني لأجد في حلقي طعم الشاه المسمومة، لذلك يقول العلماء أن لنا عند اليهود ثأرا أعظم من ثأر الأرض. وحاولوا قتل نبينا (صلى الله عليه و سلم) ومات شهيدًا بأثر السم الذي وضعته اليهودية في الشاه المسمومة للنبي صل الله عليه وسلم؛ وكان الاغتيال والغدر القتل والحرق جزء من حياتهم؛ فكانوا يقتلون بصورة متعمدة للدعاة إلى الله عز وجل وفي ذلك قال الله تعالي:{ ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس } ولقد تمادوا في الظلم والكفر والعدوان و يا لسوء أدبهم مع الله عز وجل حيث قالوا :{و قالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا ) وكذلك كانت الآيات تتنزل تترا في كفرهم وكذبهم وقلة أدبهم مع الله عز وجل القائل:{ لقد سمع الله الذين قالوا إن الله فقير و نحن أغنياء سنكتب ما قالوا و قتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق } وكذلك قلة أدبهم مع أنبيائهم فقالوا: { قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت و ربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } وأما لو أردت أن تعرف حقيقتهم فهم أجبن أهل الأرض فقال الله عز وجل فيهم: { لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر…} (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة.. )ولا رحمة لهم بل قلوبهم شديدة القسوة فقال الله عز وجل في بني اسرائيل:{ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة… } وقال تعالي: { لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسيه } {وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } ويتصفون بشدة كراهيتهم للعرب وللمسلمين وفي ذلك قال عز وجل:{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ){ و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن
دبنكم إن استطاعوا ) وقال تعالي:{ ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء }
{ ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم } ومن عاداتهم القبيحة وكفرهم اتباعهم للسحر و استعانتهم بالجن و الشياطين وفي ذلك يصفهم القرآن الكريم:{ واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا. يعلمون الناس السحر …} والصهاينة خبراء وعُلماء في ترويجهم للإشاعات الكاذبة و رد القرآن عليهم :
{وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم يقولون على الله ما لا تعلمون } وأما عن قُبحهم وكذبهم قولهم: { وقالت اليهود و النصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق) ( المائدة آية 18 )
{ وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } ووصفهم القرآن الكريم بالكفر:{ وبكفرهم و قولهم على مريم بهتانا عظيما، وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم } وهم أهل الدمار والخراب والحروب كما هي عائلة روتشيلد اليهودية التي تتحكم في أموال العالم وأسعار الذهب والدولار والبنوك وشدةّ حرصهم على إيقاد الحروب و الفساد في الأرض: { كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فسادا } هذا قليل من كثير، مما ورد فيهم و معظم الآيات التي تتكلم عن اليهود جاءت بصيغة المضارع و ليس الماضي بما يفيد أنهم سيستمرون هكذا إلى يوم القيامة وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل:{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود … } وقال تعالي:{ و لا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دبنكم إن استطاعوا }؛ وبسبب حرصهم على إيقاد الحروب و الفساد في الأرض تعهد الله عز وجل بعذابهم وتسخير من يحاربهم إلي يوم القيامة قال تعالي:{ و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب } وبسبب ظلمهم وكفرهم وتجبرهم وتكبرهم حرمت عليهم بعض الطيبات فقال تعالي: { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيباتٍ أحلت لهم و بصدهم عن سبيل الله كثيرا (*) و أخذهم الربا و قد نُهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل و اعتدنا للكافرين منهم عذابا أليما} ولقد عاقب الله عز وجل اليهود بالمسخ فقال عز من قائل:{ قل هل أنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله و غضب عليه و جعل منهم القردة و الخنازير و عبد الطاغوت أولئك شر مكانا و أضل عن سواء السبيل } وقال تعالي:{و لقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين } بل لقد لعنهم الله عز وجل
فقال فيهم: { لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون } وبسبب خيانتهم قال تعالي:{ فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم و جعلنا قلوبهم قاسيه } وقال تعالي { ضربت عليهم الذلة أينم ثقفوا إلا بحبل من الله و حبل من الناس و باءوا بغضب من الله و ضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله و يقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون }.
يا أحرار العالم و يا من تنادون بحقوق الإنسان هذهِ هي الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع عن الصهاينة، لذلك علينا من أجل الانسانية وحقوق الإنسان ولإحقاق الحقوق لأصحابها يجب عليكم تدعيم حركة ال (بي دي أس) ومقاطعة اليهود بكل ما استطعتم، وأينما كنتم في العالم: ماليا و تجاريا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وعلميًا؛ وهذا أضعف الإيمان أن تقاطع اليهود وتمتنع من دعمهم كأعداء ليسوا للفلسطينيين فحسب بل لكل الانسانية وأحرار وشرفاء العالم، وعلينا أن نقاطع كل السلع اليهودية وكل الشركات اليهودية وكل المتاجر والمحلات اليهودية؛ كما أن تاريخ اليهود حافل بصور الكفر والكيد، والغدر والخيانة، فقد تلوثت أيديهم بكل منكر قبيح بدءاً من السعاية والوشاية بالأنبياء، وانتهاء بقتلهم وسفك دمائهم، وبين تلك الجريمتين جرائم متعددة ، وصور مختلفة من التمرد والعصيان ، وإن المرء ليصيبه الذهول والحيرة من استمرار هؤلاء في كفرهم ، وانغماسهم في غيهم ، فهم لا يعتبرون بموعظة ، ولا تكاد ترهبهم عقوبة ، رُفِع فوقهم الجبل تهديداً فما تابوا ولا رجعوا ، وحكم عليهم بالتيه أربعين سنة ، فما آبوا ولا أنابوا ، وأعطوا المنَّ والسلوى فطلبوا الثوم والبصل؛ فإن الحديث عن مواقف اليهود حديث مثير ، فهو يحكي شخصية غاية في الغرابة ، شخصية معقدة ، يكاد يعجز المرء عن فهم تركيبتها النفسية ، وطريقة تفكيرها ، ورغم كل محاولات الإصلاح التي قادها الأنبياء والرسل لتقويم اعوجاج اليهود، إلا أن محاولاتهم كلها إن لم تبوء بالفشل الكلي فقد اقتربت منه، وما من نبي إلا وعانى منهم أشدَّ المعاناة ، وشكاهم إلى الله سبحانه ، بل من أنبيائهم من لعنهم ، كما قال تعالى :{ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } (المائدة:78)، وما ذلك إلا لأنهم أهل شر وفساد، ولعل عظم خطر هؤلاء على الأمة الإسلامية بل على البشرية جمعاء؛ وهذا هو سر اهتمام القرآن ببيان كيدهم لأنبيائهم ، واحتيالهم على المعاصي ، ونشر الفساد ، فلعل في ذكر مواقفهم ما يكون زاجرا عن الركون إليهم ، والثقة بهم ، ولنسجل بعضا مما سطره القرآن عنهم من مواقف حتى يتعظ به المتعظون ، ويعتبر به المعتبرون؛ فلقد طالب بنو إسرائيل نبيهم بعبادة الأصنام و لم يكن خافيا على بني إسرائيل الذين أخرجهم موسى عليه السلام من مصر بمعجزة ربانية ، وهرب بهم من كيد فرعون وبطشه – ومع أن موسى عليه السلام رسول من عند الله ، وجائهم بتوحيده والدعوة إليه، ومع ذلك فلم يمض على خروجهم من مصر ونجاتهم من فرعون إلا وقت قصير حتى طلب بنو إسرائيل من موسى طلبا غاية في الغرابة ، إذ مروا على قوم يعكفون على أصنام لهم ، فقالوا يا موسى : { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون }( الأعراف: 138) . يا لله كيف يطلبون من نبي التوحيد أن يجعل لهم صنما يعبدونه ، أو ليس خروجهم من مصر ونجاتهم من البحر ، نعمة تستوجب الحمد والشكر لله على ما أولاهم إياه من نعم ، فأي عقول تلك التي أنكرت نعمة لما تمر على أحداثها سوى القليل ، إنها عقول اليهود وأحلامهم !! .
وما أن ذهب موسى عليه السلام إلى جبل الطور لمناجاة ربه حتى جمع السامري حلي بني إسرائيل وصاغ منه عجلا له خوار ، فسجد له بنو إسرائيل وعبدوه، فيا لله ما أجهلها من عقول !! بنو إسرائيل يطلبون رؤية الباري سبحانه بعد تلك الفعلة الشنيعة التي أشرك فيها بنو إسرائيل بالله جل وعلا ، وقدوم موسى عليه السلام ، وغضبه عليهم بسبب شركهم ، أرادوا أن يتوبوا إلى الله سبحانه ، فاختار موسى من قومه سبعين رجلا لمناجاة الله ، والتوبة إليه سبحانه ،

ولكن بني إسرائيل تأبى نفوسهم الوضيعة إلا أن تظهر التمرد حتى في مواطن التوبة ومناجاة الباري سبحانه ، فقد طلب بنو إسرائيل من موسى عليه السلام أن يريهم الله جهرة ، فيا سبحان الله ، أو ليس قدومهم للتوبة ، والأوبة والإنابة ، فما بالهم يسألون أمراً هو ممتنع شرعاً في الدنيا ، لأن ذواتنا لا تتحمل رؤية الباري بوضعها البشري الحالي ، والأدهى من ذلك والأمر أنهم علقوا إيمانهم بموسى على حصول الرؤية، وكأن إيمانهم به عليه السلام إحسان يسدونه إليه ، وصدقة يتصدقون بها عليه ،قال تعالى مذكرا بني إسرائيل بذلك الموقف المخزي

:{ وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون } فانظر إلى هذه النفوس المتمردة، وانظر إلى ضحالة إيمانهم ، وقلة تعظيمهم لربهم سبحانه؛ وبنو إسرائيل يتمردون على أحكام الله وشرعه فرفع الله عز وجل على رؤوسهم جبلاً عظيماً ، ثم يأمرهم سبحانه أن يسمعوا أمره ، ويطيعوا شرعه ، فيجيبونه بقولهم سمعنا وعصينا

، فلما كاد الجبل أن ينقض عليهم ، اضطروا إلى السجود، لكنهم سجدوا على شق ، ونظروا إلى الجبل بالشق الآخر ، فرفع الله العذاب عنهم رحمة بهم ، هؤلاء هم اليهود معدن التمرد والعناد ، فماذا عسانا أن نعلق على فعلهم ذلك ، إن اللسان ليعجز عن وصف هؤلاء وشدة عنادهم وتمردهم ،

قال تعالى حاكيًا عنهم ذلك الموقف : { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون } (البقرة:63) وقال تعالى:{ وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا} وقال أيضاً : { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون } ، وأما عن جرائهم في العصر الحديث فهي لا عدّ لها ولا حصر وذلك منذ إنشاء (المنظمة الصهيونية العالمية) لتحقيق أهداف المؤتمر الصهيوني الأول، والتي تولّت أيضاً إنشاء جمعيات عديدة علنية وسرِّية؛ لتخدم هذا الهدف، ودرس اليهود حال المستعمرين،

فوجدوا أن بريطانيا أنسب الدول لهذا الأمر التي تتفق رغبتها في وضع داء في وسط الأمة الإسلامية موالٍ للغرب، مع رغبة اليهود في وطن قومي لهم، وكانت أكثر البلاد العربية تحت سيطرتها، فدبّروا معها المؤامرة، وأخذوا بذلك وعداً من (بلفور) رئيس وزراء بريطانيا، ثم وزير خارجيتها عام 1917م،

أعلن فيه أن بريطانيا تمنح اليهود حق إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وأنها ستسعى جاهدةً في تحقيق ذلك. وكان اليهود قد بدأوا الهجرة إلى فلسطين في الوقت الذي كانت فيه فلسطين تحت الانتداب البريطاني، فاستطاع اليهود بسبب الهجرة من تكوين دولة داخل دولة،

وكانت الحكومة البريطانية تحميهم من العرب والمسلمين الفلسطينيين، وتتعامل معهم بكل التسامح، في الوقت الذي تتعامل فيه مع المسلمين بكل شدَّة وتنكيل. ولما ضعفت بريطانيا عن تحقيق أماني اليهود أحالت الأمر إلى الأمم المتحدة، والتي تتزعمها الولايات المتحدة، التي بدورها استلمت الدور البريطاني في المنطقة، فأرسلت الأمم المتحدة لجانها إلى فلسطين، ثم قرّرت هذه اللجان تقسيم فلسطين بتخطيط يهودي وضغط أمريكي، فأعلن قرار التقسيم لفلسطين بين المسلمين واليهود في 29/11/1947م. فقرّرت الحكومة البريطانية بعده الانسحاب من فلسطين، تاركةً البلاد لأهلها، وذلك بعد أن تأكَّدت أن اليهود قادرون على تسلُّم زِمام الأمر، فحال خروجها في مايو عام 1948م، أعلن اليهود دولتهم التي اعترفت بها أمريكا بعد إحدى عشرة دقيقة، وكانت روسيا قد سبقتها بالاعتراف، ثم استطاعت هذه الدولة اليهودية أن تقوم على قدميها، وأن تخوض ضد المسلمين عدَّة حروب،

مُنِيَ فيها المسلمون بهزائم، بسبب بُعدِهم عن دينهم، وتفرُّقهم إلى أممٍ وأحزاب، وخيانة بعضهم، ولا زالت هذه الدولة قائمة في قلب الأمة الإسلامية داءً فّجر كثيراً من الفساد والشرور، ما لم يقتلع من جذوره، فاليهود منذ أزمان بعيدة وهم داء، أينما حلُّوا نشروا الفساد والشحناء والعدوان بين أهل البلاد التي يحلُّون فيها، وقد رأت الدول الغربية أنها ستكسب مكسبين عظيمين من إقامة هذا الكيان في جسد الأمة الإسلامية: أحدهما: أنها تَسلَم من شرور اليهود وسيطرتهم،

وفسادهم وتحكمهم في البلاد وثرواتها.ثانيهما: أنها تضع في قلب الأمة الإسلامية دولة حليفة لهم، وهي في نفس الوقت علةً تستنزف قوى الأمة الإسلامية، وتضع بذور الفرقة والخلاف بين أفرادها، حتى لا تقوم لها قائمة. وهذا الوضع لا زال قائماً، والأيام مليئة،

وقد خلقوا لنا الربيع العربي ودمروا خيرات ومقدرات الأمة العربية والإسلامية وجعلونا العرب والمسلمين يقتل بعضهم بعضاً وكل يوم يظهر الهدف واضحاً، وتظهر الشخصية اليهودية الحقيقية أكثر وأوضح، وما لم يفق المسلمون لواقعهم المرير، وينظروا لمستقبلهم بالعين المتبصرة بنور الله، المهتدية بشرعه الواثقة من نصره، فإنه لن يتغير الحال، بل ستزداد الأزمات والمصائب على العالم الإسلامي،

حتى يأذن الله بأمره وتعود الأمة إلى ربها ودينها، فتكون جديرةً بنصر الله واستعادة مقدساتها.
ونرى أن تجمعهم هذا مقدمة لتحقيق كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم بأن المسلمين يقتلون اليهود. ولعل فلسطين ستكون مقبرتهم، والله غالب على أمره، ولن يفلح قوم سجَّل الله عليهم غضبه، ولعنهم وضرب عليهم الذلة والمسكنة، بل لعلها مؤذنة بفنائهم والقضاء على بذرتهم الخبيثة،

كما نرى أنهم ما توصلوا إلى ما توصلوا إليه إلَّا بعد أن صار المسلمون في غاية التخلف والضعف والبُعد عن الدين؛ إن كل ما سبق جزء يسير من بعض ما سجله القرآن الكريم من مواقف لليهود – وإن النفس تكاد تضيق ذرعا بقراءة هذا الكم الهائل من صور التمرد والعناد ، وإن المرء ليقف عاجزا عن تفسير هذه الشخصية المعقدة ، فمع ما أنعم الله عليهم من نعم في الدين والدنيا ،

إلا إنهم لم يرعوا حق الله عز وجل ، ولم يحفظوا عهده ، بل طغوا وتجبروا وتكبروا ، حتى ضرب الله عليهم الذل وتوعدهم سبحانه بأن يسلط عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ، وما ذاك إلا عاقبة أعمالهم ، وجزاء أفعالهم ، لذلك فلا عجب أن حاز اليهود على أكبر إجماع بشري على بغضهم ، والتبريء منهم ، ولا عجب قبل ذلك أن لعنهم أنبياؤهم ، وشكوهم إلى ربهم،

فلا ننتظر منهم سلامًا ولا أمنًا فلقد ابتعلوا أكثر من 85% من فلسطين التاريخية ولم يكتفوا بذلك واستمرت مجازرهم ومذابحهم الارهابية الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل؛ وحرقوا الأطفال الرُضع وهو أحياء وما عائلة دوابشة عنكم ببعيد؛ وأعدموا النساء والشباب والشيوخ بدم بارد واحتجزوا جثامين الشهداء؛ وعذبوا أسرانا الأبطال حتي مات أكثرهم، وأصيبوا بالأمراض المزمنة والخطيرة وما استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية عنا ببعيد؛ وقاموا ببناء جدار الفصل العنصري وتهويد المسجد الأقصى الشريف وسرقوا ملايين الدونمات واستباحوا الضفة كلها ولم يبقوا للسلطة أي سلطة ولا للسلام أي مكان،

بل سمموا كل من يد يده للسلام فقتلوا الشهيد القائد ابو عمار بدس السم له، وحتي من فكر فيهم بعمل سلام مثل رابين فقاموا وقتلوه، إنهم أقدر عصابة عرفها التاريخ مكونة من رعاع البشر ومن مجموعات الغاصبين المستوطنين القتلة الارهابين، ويمارسون نظام الأبرتهايد الفصل العنصري ويقصفون بيوت الأمنين من الفلسطينيين فوق رؤوس ساكنيها كما فعلوا في صيف عام 2014م، ويهدمون بيوت الأسري والشهداء ويعثون في الأرض فساداً؛ فهل هؤلاء الصهاينة كما يزعمون كذبًا وزورًا هم (شعب الله المختار)، أم أنهم في الحقيقة هم القتلة النازيون الجدد الارهابيون الأشرار.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد