من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

"مجزرة الشاحنة إجرامية، وجريمة التطبيع مع إسرائيل"

 

1916085_121615824880327_5888716577512084177_n

بقلم الباحث والكاتب الصحفي والمفكر العربي والإسلامي الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبدالله أبو نحل

 مدير مكتب فلسطين

العرب والمسلمين ضحية مرتين المرة الأولي: أنهم من بين الضحايا بهجوم مجزرة سائق الشاحنة المجرم؛ والمرة الثانية إن الإسلام والعرب والمسلمين يصبحوا في دائرة الاتهام والتشهير بهم وفي دائرة الاضطهاد والعنف المضاد. إن الإسلام بريء من الاجرام والمجرمين ومن القتل أو إرهاب الأمنين جملةً وتفصيلاً براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام؛ فلقد فُجع العالم بجريمة مدينة نيس بفرنسا وخاصةً بعدما تكشفت هوية المجرم منفذ الهجوم وهو فرنسي من أصل تونسي اسمه محمد لحويج بوهلال سائق الشاحنة ويبلغ من العمر 31 سنة؛ ووقع الحادث في شارع “برومناد ديزانغليه” الذي يقصده السياح بكثرة؛ وهذا عمل لا يقوم به إلا مجرم أو مختل عقليًا، والمعروف عنه بسوابق

جنائية وبعدم شهر صيام رمضان المبارك، وبشرب المخدرات وبسلوكه العنيف مع أسرتهِ حسب وسائل الاعلام والصحف العالمية؛ وقد ارتكب مجزرته البشعة الارهابية بينما كان المئات من الناس والأطفال والرجال يحتفلون بعيد الباستيل بمدينة نيس في فرنسا؛ ولقد كان قبلها التفجيرات الدموية في تركيا، وحتي طالت التفجيرات البشعة الارهابية أطهر وأشرف وأعظم بقاع الأرض؛ وفي مدينة أعظم الأنبياء والمرسلين وسيدهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصل الاجرام والمجرمين للمدينة المنورة لقتل الآمنين من المعتمرين في المسجد النبوي الشريف

مما أصاب العالم بالصدمة والدهشة بسبب حجم جرائم ومجازر تلك القتلة المأجورين الذي لا دين لهم ولا ضمير ولا أخلاق وأعمالهم تنافي تمامًا الشريعة الإسلامية السمحاء التي جاءت للتيسير علي الناس والرحمة والرئفة بهم، وتحرم البغي والظلم والعدوان بغير الحق؛؛؛ وكما هي الجرائم والمجازر مدانة ومرفوضة في كل مكان في العالم؛ فإن جريمة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي المجرم مرفوضة كل الرفض ولن يقبل بها الشعب الفلسطيني الذي يذبح بجرائم الاحتلال اليومية المستمرة من الوريد إلي الوريد وفي كل ساعة تمر يسقط شهيد يتلوه شهيد؛

ويتعرض الأطفال للحرق والقتل من عصابات الغاصبين المستوطنين الصهاينة برعاية وحماية وتأييد من عصابة تسمي حكومة نتنياهو وتعزز ذلك فتاوي الخنازير الحاخامات الصهاينة وكذلك مناهجهم التعليمية التي تعلم أطفال اليهود علي قتل الفلسطينيين وسحقهم بلا رحمة أو رأفة؛

وفي الوقت الذي تعدم فيه قوات الاحتلال الفلسطينيين وتتركهم ينزفون بجراحهم حتي الموت، وبدون تقديم أي إسعاف لهم؛ تتجلي الصورة الانسانية الرائعة لشعب يحمل الأخلاق والإيمان في حياته؛ حيث قام اليوم الجمعة طاقم طبي بسيارة اسعاف فلسطينية بإنقاذ أم اسرائيلية وأطفالها بعدما انقلبت سيارتهم في حادث سير طبيعي وقدمت لهم الاسعافات ونقلتهم للمستشفى، ولو كان سيارة الاسعاف صهيونية والجرحى فلسطينيين لتركت الجرحى الفلسطينيين ينزفون ويموتون بدم بارد دون تقديم أي مساعدة لهم!!!

وفي الوقت الذي مازال الاحتلال يرتكب أبشع جرائم ومجازر دموية وإرهابية بحق شعب محتل أعزل ولايزال الأقصى الشريف محتل والأسري يعانون الأمرينّ بسجون الاحتلال تهرول الدول الإسلامية والعربية نحو التطبيع مع كيان الاحتلال:(إسرائيل)، وتنفيذ مشاريع تعاونية ومبادلات تجارية واقتصادية، في غياب استتباب السلام العادل، وذلك إخلالاً بالموقف السياسي التاريخي لتلك الدول والقائل بأن مقاطعة الدول العربية لإسرائيل يجب أن تستمر حتى يتحقق ذلك السلام العادل،

بل وكوسيلة ضغط لتحقيقه. والتطبيع في هذه الحالة أصبح يعني ليس فقط السماح بتطوير علاقات طبيعية بين المعتدي والمعتدَى عليه في غياب العدالة،

أي في وضع غير طبيعي، بل والسماح أيضاً بالأضرار في تلك الأداة التي هي إحدى أدوات تحقيق تلك العدالة المنشودة… فإن الحصافة تستوجب الاحتراز من الوقوع بالخطأ التاريخي؛

وتتطلب عدم الارتماء في أحضان كيان غاصب مجرم إرهابي والتطبيع كما هو متعارف عليه دولياً (إعادة علاقات طرفين معيّنين إلى وضعهما الطبيعي الذي كانا عليه قبل أن يطرأ هذا الموقف الصراع بينهما)، وهذا المفهوم يعني إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين طرفين طرأ بينهما موقف غير طبيعي، أي موقف صراعي سواء بلغ حده الأعلى بإعلان الحرب أو حده الأدنى في حدود الصراعات العادية، ويذكرنا هذا المعنى بما يتردد كثيراً هذه الأيام في وسائل الإعلام المختلفة من مصطلح إعادة ما يسمى (بالمقاطعة العربية (لإسرائيل)؛ وصدق الله العظيم القائل عن الاحتلال المجرم:” ولّتعّلُنّ عُلواً كبيرًا”،

وبعد هذا العلو للصهاينة سيكون الانحطاط والسقوط والدمار؛؛؛ لأن التطبيع اليوم ورفع المقاطعة هو حلم صهيوني قديم وقناعة عميقة في عقول قادة الحركة الصهيونية منذ انشاء دولتهم في فلسطين المحتلة، وقد حدد زعماء الصهاينة تصورهم للتطبيع خاصة بعد زيارة السادات رحمه الله للقدس عام 1977م؛

ورغم ذلك لم تطبع الشعوب العربية مطلقًا مع الاحتلال بسبب جرائمه المستمرة بحق القدس والمقدسات والشعب بفلسطين؛ والتطبيع بالنسبة للكيان مع العرب والمسلمين يعني إنهاء حالة الحرب بين الطرفين وإقامة سلام تستطيع فيه (إسرائيل) أن تعيش في أمان؛ واعتراف كامل بالكيان اليهودي وإقامة العلاقات الدبلوماسية والقنصلية وتبادل السفراء وفتح الحدود أمام الأفراد والسلع، وإنهاء المقاطعة الاقتصادية العربية للشركات اليهودية والدول المتعاملة معها وإزالة الحواجز ذات الطابع التمييزي المفروضة ضد حرية تنقل الأفراد والسلع؛

وإقامة علاقات ثقافية واقتصادية وسياحية وفي كافة الميادين وتشجيع ذلك؛ والسماح للسفن الإسرائيلية بعبور قناة السويس ومضيق ثيران؛ وتعهد عربي واضح وفعال بعدم مساعدة العمل الفدائي ومنع الفدائيين من القيام بأي عمل يمس أمن (إسرائيل) وتقديم من يرتكب مثل ذلك للمحاكمة؛

فالكيان الصهيوني يسعى بشدة لتطبيع حُلم العلاقات مع الدول المجاورة لتثبيت هذا الكيان وجني الثمار الاقتصادية من اقتحامه للأسواق العربية المستهلكة والواسعة، والسيطرة على المواد الخام الموجودة بغزارة في المنطقة، فاليهود يسعون من خلال الاتفاقات المعقودة مع الدول العربية المجاورة إلى جني ثمار هذا السلام المزعوم بحيث يتقبل المسلمون وجود دولة لليهود في قلب العالم الاسلامي كأي دولة أخرى،

وإلغاء المقاطعة العربية والإسلامية (لإسرائيل) والتي تحد من هيمنة (إسرائيل) الاقتصادية على الاسواق العربية والاسلامية في الدول المجاورة فقد سببت هذه المقاطعة كثيراً من الإحراج للشركات الأجنبية الكبرى خوفاً من المقاطعة العربية لها؛ والهيمنة على مصادر المياه الغزيرة في المنطقة والتي تحتاجها (إسرائيل) في الزراعة، فهناك مشاريع ضخمة مخطط لها لاستغلال الثروة المائية خاصة لنهر الأردن واليرموك والليطاني إضافة إلى نهر النيل، وتهيئة ظروف مناسبة وحالة سلمية تشجع يهود العالم للهجرة إلى دولة تعيش في أمان .

ولقد قال عزرا وايزمن رئيس وزراء كيان الاحتلال السابق يقول في جدل دار حول رفع العلم المصري في تل أبيب إبان عملية السلام مع مصر [إن على إسرائيل إيقاف النقاش الساذج حول ما إذا كان طول السارية التي سيرتفع العلم المصري عليها فوق مقر السفارة المصرية في إسرائيل يبلغ 30 متراً أو 20 متراً وما إذا كانت السفارة

ستضم خمسة أشخاص أم ستة أشخاص، والأساس هو وجود علم مصري في إسرائيل أي أن هناك سلاماً]. ويقول إسحق نافون الرئيس السابق للكيان اليهودي، إن العرب المسلمين قبلوا خلال مئات السنين بأن يكونوا أوصياء على اليهود، لكنهم لم يقفوا يوماً أمام المعضلة التي حدثت الآن،

مجال مشترك وحقوق متساوية لدولة إسلامية ولدولة يهودية تبدأ بالاعتراف وتنتهي بالصداقة والتحالف”، وقال مناحيم بيغن رئيس وزراء صهيوني سابق [لن يرفرف بعد الآن أي علم عربي فوق القدس إلا إذا كان هذا العلم فوق سفارة عربية]. أما حاييم هيرتسوغ وهو أيضاً رئيس صهيوني سابق قال في أثناء حفل تقديم أوراق اعتماد محمد بسيوني السفير المصري الأول في (إسرائيل) 23/09/1986م؛”إنني آمل أن تكون هناك لقاءات أخرى واحتفالات كثيرة يقدم فيها سفراء عرب أوراق اعتمادهم”،

,اول مظاهر التطبيع هو التطبيع السياسي والدبلوماسي والتطبيع الاقتصادي، والسياحي والزراعي والثقافي، وللأسف كان التطبيع من تحت الطاولة ومن وراء الستار بين بعض الدول العربية والاحتلال واليوم بدا يأخذ شكل علني، وبدون أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية ولشعب مازال يعاني الأمرين من القهر والقتل والموت من احتلال مجرم نازي، لا يعرف معني للرحمة أو الشفقة أو الإنسانية أو السلام. إن المجازر الإرهابية الاجرامية أينما كانت وحلت، سواء في فرنسا أو المدينة المنورة أو تركيا، هي عمليات يجب محاسبة من يقف ورائها أشد الحساب والعقاب؛ وخاصة أن الارهاب الصهيوني في فلسطين مستمر ومتواصل ويتناغم مع القتلة في كل مكان اصحاب الفكر الوحشي؛

فكلاهما وجهان لعملة واحدة وجرائمهم مرفوضة ومدان بأشد وأعظم عبارات الإدانة، ويجب أن يقف العالم كله ضد المجرمين والمحتلين والقتلة، فلن ينعم العالم بالأمن ولو طبعت معه وقبلت أيدي الاحتلال وأرجله كل دول العالم!! لأنهُ وطالما أن الاحتلال مستمر بجرائمه اليومية ضد شعب فلسطين الأعزل التواق للحرية والأمن والسلام فلن ينعم العالم بالأمن لأن فلسطين بوصلة السلام العالمي.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد