من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

المرأة العربية التى تهز السرير بيسارها تهز العالم بيمينها

13000138_222343694807539_2611008045617506376_n

الكاتب الصحفي والمفكر العربي
الدكتور/ جمال عبد الناصر أبو نحل
مدير المركز القومي للبحوث
غزة- فلسطين

مدير مكتب -فلسطين

كل المجتمع المرأة
المرأة مدرسة إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، والمرأة كانت قبل الإسلام تتعرض للعذاب والاضطهاد والقهر والاستعباد؛ حتي ظهرت رسالة الإسلام علي قلب الحبيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة؛ وكرم المرأة أعظم تكريم ورفعَ من شأنها، بل أُنزل القرآن الكريم من فوق سبع سماوات ولم تكون فيه سورة خاصة للرجال بل كانت سورة خاصة بالمرأة وهي سورة ( النساء)، وهذا تكريم للمرأة؛ وكذلك كانت سورة مريم؛ وبالرغم من ذلك يجنح كثير من الناس إلى حب الأبناء الذكور، حتى وصل الحال في الجاهلية الجهلاء إلى وأد البنات ودفنهن وقلوبهن تنبض بالحياة، فقال عز وجل: ﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾، وبلغ من جاهلية بعضهم أن جعلها من ضمن الميراث أو سقط المتاع، أو جعلت خادمة على الإطلاق، واتخذها بعض الغرب الكافر سلعة لترويج تجاراتهم الجنسية.؛ وجاء الإسلام معتنياً بالإناث، وجعل لهن من الحقوق ما للرجال، وجعل للرجال عليهن درجة في بعض الأمور والأحوال، وإلا فالأصل كما أخبر النبي بأن ( النساء شقائق الرجال)، وقال صلى الله عليه وسلم: ” لا تكرهوا البنات؛ فإنَّهنَّ المؤنسات الغاليات المجهزات”. فالمرأة: هي الأخت والزوجة، والعمة والخالة، والابنة، والأم التي حملتك وهناً علي وهن، وكان ألم المخاض من أعظم وأشد الألم ومن ضرب الرصاص؛ وأما المقصود بالحديث الشريف: ناقصة عقل أودين فقد بين عليه الصلاة والسلام، أن نقصان عقلها ليس عيبًا، بل هو ميزة للمرأة لأنها إنسانة عاطفية وحساسة و المقصود ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى، وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى بسبب مشاغلها الكثيرة من تربية الأولاد الخ، وأما نقصان دينها كذلك فليس عيبًا بل هي رخصة من الله عز وجل لها؛ لأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة ، فهذا من نقصان الدين، ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه، وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل، رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك . فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه، وأما الصلاة ، فلأنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة فشرع لها ترك الصلاة ، وهكذا في النفاس ثم شرع لها ألا تقضي الصلاة ، لأن في القضاء مشقة كبيرة؛؛ وأما عن قضية كيد النساء فليس كيدهن أعظم من كيد الرجال فقد تبت أن كيد الرجال أعظم من كيد النساء وان للرجل مكائده وحيله الخاصة فهناك من يكيد للحصول على مبتغاه بكافة السبل، كما ان كيد الرجال موجود على أرض الواقع وذكر كذلك في القرآن الكريم مثله مثل كيد النساء وربما أعظم لقوله تعالى: «يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا» وقد بينه لنا التاريخ عندما استخدمه اخوة النبي يوسف للإطاحة به والتخلص منه وهذا خير مثال يبين أن للرجال كيدا كما النساء والفرق ان المرأة تستخدم كيدها للمحبة وللحفاظ على بيتها وزوجها بينما يستخدمه الرجل للظلم والحسد والكره؛ فهناك بعض الرجال يتعامل مع الزوجة بعدم العدل بالرغم من أنها تقف الى جانبه ترعى وتربي اطفاله، فيكون سيّء الخلق معها ويسبها ويضربها!! وهذا من بعض عادات مجتمعنا التي لا صلة لها بالإسلام؛ ومنهم من يحرمها من التعليم ومن الميراث في المال، ومنهم من يحرمها حقها بالاحتفاظ باسمها مع أن أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها لم تزوجها النبي بقي اسمها عائشة بنت أبو بكر الصديق رضي الله عنهم ؛؛ مع العلم أن المرأة وخصوصًا المرأة العربية المُسلمة سطرت اسمها في سجل الخالدين بأحرفٍ من نور في كانت أول من أسلمت من النساء امرأة: هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأول شهيدة في الإسلام امرأة: هي سمية بنت خياط رضي الله عنها؛ طّعنها المجرم أبو جهل بحربة في قبلها حتى ماتت، وكانت حينها عجوزًا ضعيفة، وقد كني بعدها بأبي جهل، كناه بها محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أول شهيدة في الإسلام، وأول طبيبة في الإسلام هي امرأة: وهي رفيدة الأسلمية الصحابية الجليلة كعيبة بنت سعد الأسلمية المعروفة باسم رفيدة الأسلمية، وهي صحابية جليلة من بني أسلم اشتهرت رضي الله عنها في تضميد الجروح، لذا كانت تصحب جيوش المسلمين المقاتلين ضد المشركين، وذلك لكي تعالج الجرحى. كما تواتر أنه أقيم لها خيمة خاصة وبارزة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم كمستشفى لعلاج المرضى والمصابين بجروح، لذا تعتبر خيمة رفيدة الأسلمية على الرغم من بدائيتها أول مستشفى في الإسلام، ومن النساء الماجدات الخالدات في تاريخ الإسلام أم عمارة (نسيبة بنت كعب) شاركت وحاربت أم عمارة في معركة أحدًا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها وخرجت معهم في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنًا, وجرحت اثني عشر جرحًا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف,..دافعت عن النبي لما انهزم المسلمون وانحازت إلى رسول الله فجعلت تباشر القتال وتُذب عن رسول الله بالسيف وترمي بالقوس، ودافعت عن النبي دفاع الأبطال. إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى الزوجات بطاعة أزواجهن، وقد أمر بالرفق بهن، ونهي عن تزويج الفتيات كُرهاً وعن أكل أموالهن، ولم يكن للنساء نصيبٌ في المواريث أيام الجاهلية، بل إنَّ الرجل كان إذا بشَّره أهله ببنتٍ اسودَّ وجهُهُ، وقد حكى القرآن ذلك فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِ
هِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ ومن صور تكريمها أيضاً مساواة المرأة بالرجل في تعدد ألفاظ كل منهما في سورة النساء، وقد بيَّن الله تعالى فيها أحكام المواريث، ومما لا شك أنَّ الإسلام أمر بحُسن معاشرة الزوجة، وقد أباح للزوج مفارقة زوجته رغم أنَّه بغض الطلاق، فقال عز وجل: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ وأمر بمعاملة النساء والأيتام بالعدل، وقد حرَّم الله تعالى فيما يسمى بزواج المتعة حديثاً، وحَمْل الإماء على البغاء فيما سمَّاه القرآن الكريم، فقال عز وجل:)وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، وذلك حرصاً على سلامة المرأة من المخاطر التي تتعرض لها في شخصها، وفي نفسها، وأمرنا النبي قائلا: استوصوا بالنساء خيراً: فكان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يُقَدِّر هذا الضعف في النساء، ويحرص على حمايتهنَّ من الأذى الجسدي أو المعنوي، ويُظهِر رحمته بهنَّ بأكثر من طريقةٍ، وفي أكثر من موقفٍ وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دائمَ الوصية بالنساء، وكان يقول لأصحابه: اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، وتكررت منه نفس النصيحة في حجة الوداع، وهو يخاطب أمته، وكان يوقن أنَّ هذه الوصية من الأهمية بمكانٍ حتى يُفردَ لها جزءًا خاصًا من خطبته في هذا اليوم العظيم، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فإنهن خُلقنَ من ضِلَعٍ، وإنَّ أعوجَ شيء في الضلَع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزلْ أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً .ويوضح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في جملة بلاغية أنَّ النساء يُماثِلن الرجال في القدر والمكانة، ولا ينتقص منهن أبداً كونُهنَّ نساء، فيقول – صلى الله عليه وسلم -: [ إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرجال ومن الصور الجميلة لمكانة المرأة عند رسول الانسانية ما يلي: “اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النبي  صلى الله عليه وسلم – فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها – ابنته- عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -، فَجَعَلَ النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النبي – صلى الله عليه وسلم – حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرجُلِ ؟، قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي في سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي في حَرْبِكُمَا فَقَالَ النبي: قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا -فرحمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هنا قد فاقت رحمة الأب، فأبو عائشة رضي الله عنها – هو أبو بكر الصديق- أراد أن يعاقبها على خطئها، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لرحمته بها وهي زوجتهُ حجز عنها أباها!! ومن صور الرحمة بهن ما قد روى عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عِنْدَ بعْض نسائِهِ: فَأَرْسَلَتْ إحدى أمَّهات المؤمنين مع خادِمٍ بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتْ بيَدها فَكَسَرَتِ الْقَصْعَةَ فَضَمَّها وجَعَلَ فِيهَا الطَّعَامَ، وَقالَ: كُلُوا، وحبسَ الرسولَ والقصْعةَ حتى فَرَغوا، فدَفعَ القَصْعةَ الصحيحةَ وحبسَ الْمَكْسُورَة، وقد أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا الموقف ببساطة، وجمع الطعام من على الأرض، وقال لضيوفه: كلوا، وقد عللَّ غضب زوجته بالغيرة فقال غارتْ أمُّكم، ولم ينسَ أن يرفع قدرها. فأيُّ رحمة هذه التي كانت في قلبه – صلى الله عليه وسلم -!ولقد كرَّم الإسلام المرأة بكونها أُماً بأنْ أوصى الأبناء بحُسْن معاملة الآباء، وخاصةً الأم، فقد صوَّر القرآن الكريم هذا الأمر في تصويرٍ بليغٍ ومُعجزٍ في أكثر من موضعٍ، فقال الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ وقال تعالى في الموضع الثاني: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ وقال تعالى في الموضع الثالث: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ وقال تعالى في الموضع الأخير ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي
أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾. وقد ورد في سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – ما يُعَضِّدُ ذلك، فقد جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسولَ اللهِ، مَنْ أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي ؟ قال: أُمُّك، قال: ثم مَن ؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم مَنْ ؟ قال: ثم أُمُّك، قال: ثم مَن ؟ قال: ثم أبوك – فقد أوصى النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأم ثلاث مراتٍ، لِما لها من تكريمٍ ومكانةٍ عظيمة، ورفعةً لشأنها، فما كُرمَتْ المرأةُ في أي شريعةٍ سوى شريعة الإسلام.وعن طلحة بن معاوية السلمى قال: [ أتيتُ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ إني أريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ تعالى، فقال: أُمُّكَ حَيَّةٌ ؟ فقلتُ: نعمْ، فقال: الزم رِجْلَها فثمَّ الجنَّة.، ومما يمكن أن يُذكر في تكريم الإسلام للمرأة ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم – في حجة الوداع، إذ أوصى بالنساء، فقا: فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله واستحللتم فروجهنَّ بكلمة الله، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم إِنَّما النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ -وقد جعلها الإسلام شقيقةً للرجل في كل أحواله وأفعاله، تشترك معه في تربية الأولاد، وتعمل على خدمتهم، واستقرار بيتهم، وباستقرار البيت بالزوجين يخرج بيتاً طيباً على الهدى النبوي، يساهم هذا البيت في بناء المجتمع، لذا يمكن أن يقال أنَّها نصف المجتمع، بل أكثر من نصفه، فالمرأةُ هي الأم، والزوجة، والبنت، والأخت، ولقد رفع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدر الذي يرعى شئون الأرملة إلى درجة لا يتخيلها أحد، ومن أفضل ما يمكن ذكره هنا قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: [ السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللَّهِ أَو الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ . فأيُّ فضلٍ وأيُّ عظمة هذه، ليس هذا إلا تكريماً وحفاظا على المرأة، فهي كالجوهرة في الإسلام، حيث يدافعُ عنها بكل قوةٍ وشجاعة؛ فالإسلام رحم المرأة فأسقط عنها النفقة فلا تُنفق على ولدها ولا والديها ولا زوجها بل لا تنفق على نفسها هي، ويلزم زوجها بالنفقة عليها. ,الإسلام رحم المرأة فأسقط عنها حضور الجُمَع والجماعات لاشتغالها بزوجها وبيتها-وأوجب لها مهراً كاملاً يدفعه الزوج لمجرد الخلوة بها، أو نصفه بمجرد العقد عليها, الإسلام رحم المرأة فورثها من زوجها حتى لو مات بمجرد عقده عليها؛ والإسلام رحم المرأةَ فأجاز لها الخلع إذا كرهت زوجها وأبى طلاقها.
والمرأة في الإسلام هي تلك المخلوقة التي أكرمها الله بهذا الدين وشرّفها بهذه الشريعة فهي في أعلى مقامات التكريم أما كانت أو بنتا أو زوجة أو امرأة من سائر أفراد المجتمع، وحرم ضربها فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم يضاجعها) رواه البخاري ومسلم؛ فهذا الحديث من أبلغ ما يمكن أن يقال في تشنيع ضرب النساء؛ إذ كيف يليق بالإنسان أن يجعل امرأته – وهي كنفسه – مهينة كمهانة عبده بحيث يضربها بسوطه!
في النهاية نقول أن المرأة هي كل المجتمع وليست نصف المجتمع فلولاها ما جاء أحد منا إلي الحياة الدنيا، فهي مصنع الرجال وأم الشهداء والأبطال والخنساوات هُن، والماجدات هُن، ومنهن من تقضي سنوات عمرها في سجون الاحتلال الفاشي؛ ومنهن الأرملة التي مات أو استشهد زوجها ورفضت الزواج من زوجٍ أخر وبقيت تربي أطفالها أيتامًا ليجدها النبي ومعه جبريل تزاحمه علي باب الجنة تحاول دخول الجنة قبل النبي، ومنها من تعمل وزوجها مريض تقوم هي بالنفقة عليه وعلي أولاده، وتستحضرني هنا عظمة المرأة الفلسطينية التي تستقبل ابنها شهيدًا مُدرجًا بدمائه الطاهرة فتستقبله بالزغاريد، وهي التي تقارع الاحتلال وتدافع عن المسجد الأقصى المبارك؛ في الوقت الذي تخاذلت الجيوش العربية والزعماء عن الدفاع عن قبلتهم الأولي ومسري الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكل التحية لكل امرأة وفتاة وأخت وبنت وزوجة وعمة وخالة وأم حرة تدافع عن كرامة الأمة وعرضها بالرغم من الدمار والحصار والاحتلال وتبقي الماجدات صابرات مرابطات وصدق المثل القائل فيهن: تموت الحُرةُ ولا تأكل بثديها.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد