من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

مبادرة .. فى حب قريتى بقلم جيهان السنباطى

12191521_892278214191153_9014644767009716148_n

 بقلم جيهان السنباطى

 يعتبر الريف المصرى والذى يمثل ابناؤه نحو 56% من اجمالى السكان هو العمود الفقرى للمجتمع والمصدر الاساسى لثروته حيث يعتبر المجتمع الريفى مصدرا هاما لانتاج الغذاء والمواد الخام التى تقوم عليها معظم الصناعات فالفلاح المصرى كان ينتج مايكفيه ويزيد عن حاجته من الغذاء بالاساليب البدائية البسيطة وكان داره لاينقطع عنه الخير من جبن وزبد وأرز وقمح وذرة وطيور وعجول وابقار ومواشى. ولكن خلال السنوات الماضية تغيرت ملامح الريف التى تميزه عن الحضر حيث التقليد الاعمى للمدن فاهمل الفلاحين مهنتهم الاساسية وهى الزراعة وعملوا فى مهن اخرى واستبدلوا مساكنهم التى تبنى من الطوب اللبن بمساكن خرسانية متعددة الطوابق فتحولت القرية الى مسخ فلاهي بقيت قرية كما هي، ولا هي أصبحت حضرية من كافة الجوانب والمظاهر. ولا شك ان تدهور حال الزراعه المصرية حرم الحضر من المنتجات الزراعية فقد انتقل الفلاح من امتلاك الأرض أو العمل فيها إلى امتلاك السوبر ماركت والمقاهي ومحلات الدش والأجهزة الكهربائية ليستيقظ متثائب في الظهيرة بعد أن كان يستيقظ مع ضوء الفجر بهمة ونشاط ليذهب إلى أرضه يزرع ويحصد. ولم تعد القرية هذا المكان الهادىء الذى نلجأ اليه لننعم بصفاء النفس ولم يعد هوائها صافيا نقيا خاليا من اى تلوث ولم تعد أراضيها تكسوها الخضرة التى تريح الاعصاب وتغدى الروح للاسف ولم تعد القرية سكناً للفلاحين فقط بل أصبحت أغلبية سكانها من الموظفين وطلاب الجامعات والعمال ونتيجة لذلك لم يعد دخل سكان القرية يأتى من بيع المحاصيل الزراعية أو تربية المواشى بل من مصادر غير زراعية. حقيقة مؤلمة ان تلجأ لبلدان اخرى لتوفير احتياجاتك من الغذاء وانت تمتلك الارض الصالحة للزراعه والمؤلم اكثر اندثار بعض المحاصيل التى كان يرتبط اسمها وجودتها باسم مصر كـ القطن المصرى الذى لم يعد له وجود الان . وفى خطوة ايجابية جديدة لاعادة القرية الى ماكانت عليه سابقا “قرية منتجة” تعتمد على نفسها دشن مجموعة من شباب قريه ميت ربيعه مركز بلبيس شرقيه مبادرة أطلقوا عليها “مبادرة فى حب قريتى ” وهى حسب مايؤكد المنسق العام للمبادرة الاستاذ كمال ادريس على تستهدف حل مشاكل الفلاحين والخاصة بتوفير السماد والبذور وذلك بالتعاون مع وكيل وزارة الزراعة بالمديرية وبحث سبل اعادة محصول القطن المصرى الى الصدارة كما كان سابقا وكذلك حل مشاكل المتعثرين منهم بالتعاون مع مدير بنك التنمية والإئتمان الزراعى كما سيتم التعاون مع نقيب الفلاحين فى جمع مخلفات الأراضي الزراعيه وإعادة تدويرها والإستفادة منها . كما يؤكد الاستاذ جمال يسرى منسق قرية بلبيس على انه سيتم مساعدة اهل القرية فى تجهيز الاوراق الخاصة بـ”تكافل وكرامة” لكل من تنطبق عليه الشروط بالقريه وتوزيع بطاطين للايتام والارامل وكذلك أعداد قافله طيبه للكشف على المرضى والعلاج بالمجان وكذلك فتح منافذ للسلع المدعمة ومنافذ اخرى للصناعات الصغيرة بكل قريه من خلال الصندوق الاجتماعي عن طريق مديرية الزراعه. ويأمل هؤلاء الشباب المحبين لوطنهم ان تعمم تلك الفكرة على جميع القرى المصرية حتى يعم الخير على الجميع وحتى تعود القرية كما كانت بوابة الخير لكل مصر.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد