من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

السعادة الزوجية

الدكتور عادل عامر

العلاقات الإنسانية، وخاصة العلاقة بين الزوجين، كالنبتة اليانعة تحتاج للزمن والرعاية حتى تصبح شجرة وارفة مثمرة. لا أدري لماذا وافقت على هذا الزواج؟ وما هي المعايير والصفات التي رأيتها في الشاب الذي تقدم لك؟ لابد أنك رأيت ما يكفي لموافقتك على هذا الزواج.

وفي كثير من الأحيان قد نتخذ قرارا، وبعد مدة نشعر بعدم الرضا عن القرار -وننسى المعطيات والحقائق التي جعلتنا نتخذ ذلك القرار-، وهذا لا يعني أن القرار كان خاطئاً؛ لأننا عند اتخاذه اعتمدنا على عدة أمور، والأهم منه شعورنا الداخلي، وهو ما يتعلق بالذكاء العاطفي، أي استعمال كل ما لدينا من أحاسيس وخبرات سابقة عن أنفسنا والآخرين والحياة، مما يوجه عقلنا فلا يجعل الحقائق التي أمامنا هي فقط المسيطرة على اتخاذ القرار، فلا بد أنه كانت عندك أسباب وجيهة للموافقة على هذا الزواج.

شيء من الصبر على نفسك أولاً -يا ابنتي- وعلى هذا الزوج الذي لم تذكريه إلا بالخير، وصبراً على هذه النبتة الغضة الصغيرة -العلاقة الزوجية-، فهي تحتاج للسقاية والرعاية، وبعض الوقت.

لقد دعوت الله -تعالى- بالهدى والصلاح والزواج السعيد، ويبدو أنه هذا هو أمامك، إلا أن الإنسان أحيانا يستقل ما في يده، ويتطلع لشيء غيره، فلا تفتحي للشيطان باباً، وقد يسّر الله -تعالى- لك هذا الزواج، وخاصة بعد صلاة الاستخارة التي قمت بها.

كل ما ذكرتيه عن الشاب الآخر في الجامعة، مجرد أوهام واحتمالات قد لا ينتج عنها شيء، وعلى الأقل أنت متأكدة أن زوجك يريدك، وإلا لما تزوجك، أما ذلك الشاب فلماذا لم يتقدم إن كان حقاً يرغب بالزواج بك؟

وبالنسبة لعدم المتعة في العلاقة الجنسية مع الزوج: حتى هذه قد تحتاج لبعض الوقت، والسعي إليها، وتقوية العلاقة بينكما خارج غرفة النوم، فالعلاقة في غرفة النوم ما هي إلا امتداد للعلاقة خارجها، وستأتي هذه المتعة مع الوقت، ومع تقوية الروابط بينكما.

يدل وجود السعادة الزوجية على جودة الحياة الزوجية، وتدل على التفاعل الإيجابي بين الأزواج، وهي ضرورية لكي تستمر العلاقة الزوجية، ومن خلالها تنشأ أسرة مترابطة وقوية، وتضفي السعادة الزوجية نوعاً من المرح، وتجعل الأطفال بأحسن حال، وقد ترتبط السعادة الزوجية بمجموعةٍ من الأمور،

أن تكون لكِ حياتكِ الخاصة بعد الزواج أمر أساسي، ولكن مع الأسف بعض الفتيات يجعلن الزوج هو محور حياتهنّ، بسبب تخلّيهنّ عن أصدقائهنّ، أو العمل، لهذا حاولي عزيزتي أن تسير حياتكِ بعد الزواج طبيعية، وأن تكون ممتلئة حتى لا تشعري دائمًا بالملل، بسبب غياب زوجكِ أثناء عمله على سبيل المثال، كما أنّ اختلاطكِ بالأخير يزيدكِ ثقافة ووعيًا.

دائمًا يعشق الزوج المرأة التي تسمعه باهتمام، وتتنبّه لمشاكله، لكي يصبح زوجكِ هو صديقكِ المقرب، فهذا الأمر يضمن لكِ السعادة الزوجية، وحينها سيبدأ زوجكِ بأن يخبركِ بكل الأمور عن حياته.

من الطبيعي أن تختلفي مع زوجكِ في بعض الأمور، فكل إنسان له وجهة نظره، ولكنّ الأهم إنه عند حدوث هذه الاختلافات، احرصي على أن تتم بوعي وهدوء من كلا الطرفين.

من المهم جدًّا أن يكون بينكِ وبين زوجكِ الكثير من الأمور التي تتشاركانها سويًّا، كلعب بعض الرياضات سويًّا، أو السفر لوحدكما، أيّ من هذه الأمور سوف يوطّد دائمًا علاقتكما، كما أنه سيقتل الملل الذي كثيرًا ما يصيب العلاقة الزوجية.

العلاقة الحميمة بين الزوجين سبب في زيادة السعادة الزوجية والرضا بينهما، فهي أساس الراحة النفسية، وتمتص مشاكل الحياة بهدوء وسكينة، مما ينعكس على حياتهما بطريقة إيجابية. فيعتبر فراش الزوجية ركيزة مهمة في الحياة الزوجية والحميمة، حيث إنه يسبب التوافق والحب والترابط بين الزوجين، مما يؤدي إلى إنشاء أسرة سليمة محبة ومترابطة فيما بينها.

  • أولًا لا بد أن نعي مسألة العمر ونحترمها في العلاقة الحميمة: الحياة الجنسية مع تقدم الزوجين في السن، وتجاوزهما (50، 60) عاماً تترتب عليها تغيرات تؤدي إلى انخفاض وتيرة الممارسة الجنسية، كما تكون سببًا لنشوب الخلافات الزوجية، ما يهدد سعادتهما، فالنشاط الجنسي خلال عمر (50 عاماً وما فوق) لا يكون مماثلًا له في بداية الزواج والشباب، بالتالي للحياة الحميمة بين كل زوجين نقاط قوة ونقاط ضعف.

  • المصارحة منذ البداية بين الزوجين أمر مهم جدًا، خاصة عن تفاصيل العلاقة والأشياء المنفرة أو الممتعة، فهي تزيد من متانة وقوة العلاقة واستمتاع الطرفين فيها.

  • للكلام المعسول سحر قوي، لذلك لا تستهيني بسحر الكلمات، وتأثير وقعها على الرجل، فكلمات المدح والحب تشعل رغبة زوجك، ما يجعله يتحمس ويدللك أكثر.

  • كوني عفوية في حركاتك، ولا تفكري بشيء، فعندما تريدين فعل أي شيء جديد وخارج عن المألوف، أو تريدين أن تخلقي جوًا من المغامرة؛ افعليه من دون تفكير، وستتفاجئين بفرحة زوجك وسعادته بهذه الحركات العفوية، التي تأتي دون مقدمات، وتكسر روتين الملل، فالتغيير في أوضاع العلاقة يزيد من المتعة بين الطرفين، ويجدد من روح الترابط بينهما، ما يقلل من حالات الفتور التي نسمع عنها كثيرًا.

  • الحنان والمداعبة قبل وبعد العلاقة الحميمة شيء مهم، بمعنى المداعبة لا تقتصر على الوقت السابق للعلاقة الحميمة مباشرة، فالمداعبة التي يحبها الرجل هي الإيماءات المستمرة، والنظرات واللمسات العابرة، إذ أنها ذات تأثير سحري على الرجال.

  • التقبيل بين الزوجين في العلاقة الحميمية من علامات الاستمتاع، وعندما يقوم الزوج بتقبيل الزوجة لفترة طويلة، تكون دليلًا على استمتاعه بالعلاقة الحميمة.

  • يجب أن تحب الزوجة جسدها وأن تهتم بمظهرها؛ وذلك لتقوم بجذب زوجها للاستمتاع معها، وتحرص على تجديد “اللانجري” التي ترتديها، فهذا أيضًا يثير الزوج أكثر، حتى ولو لم يتم ممارسة العلاقة الحميمة.

  • احرصي دائمًا على النوم بجانب زوجك واحتضانه، حتى في أيام الدورة الشهرية، حيث توصل الفرنسيون إلى نظرية تثبت أن الزوجين اللذين يظلان في حالة تلامس بين جسديهما أثناء النوم، يكونان أكثر سعادة من غيرهما؛ بفضل حديث الأجساد إلى بعضها أثناء النوم.

قد تكونين جزءاً من علاقة زوجية تسير بشكل طبيعي بدون مشاكل تُذكر وبنسق متوازن. ولكن هل توقفت يوماً وسألت نفسك هل تشعرين بالسعادة في هذا الزواج؟ في ما يلي، ستجدين أهم عشرة مؤشرات حدّدها خبراء العلاقات الزوجية تؤكد أنك تعيشين حياة زوجية غير سعيدة.

فقدت بريقك: قد تبادر إحدى الصديقات إلى إبلاغك أنك لم تعودي الشخص الذي كنت عليه في السابق.. لأنه ببساطة، يمكن للحياة الزوجية غير السعيدة أن يكون لها تأثير مدمّر عليك وان تظهر بوضوح على مظهرك الخارجي ولكن دون أن تعي أنت نفسك هذه الحقيقة، لأن غياب المتعة أصبح جزء عادياً من حياتك.

 تغضبين بسهولة من زوجك: تكتشفين أنك تشتعلين غضباً لأتفه الأمور وتحديداً جراء أشياء تصدر عن شريكك.

 تنقطعين عن العلاقة الحميمة مع زوجك: يتوقع أغلب الأشخاص المتزوجين أن يتراجع الزخم في حياتهم الحميمة مع مرور وقت على زواجهم. ولكن إن لم تشعري بأي أحاسيس عندما يتقرب شريكك منك ويحاول التواصل معك، إذاً يدل هذا الأمر على مشاكل أكبر.

تشعرين بأنك تريدين إمضاء مزيد من الوقت وحدك: يبتعد الأزواج الذين لا يشعرون بالسعادة في حياتهم تلقائياً بعضهم عن بعض ويتراجع الوقت الذي يمضيانه معاً… هذا المؤشر هو واحد من أهم المؤشرات على غياب السعادة في العلاقة الزوجية.

توقفت عن مديح زوجك: يميل الناس بطبيعتهم إلى عكس مشاعرهم على الآخرين، أي إن شعورك بالتعاسة سيجعلك تمتنعين عن نشر السعادة من حولك ولو بالكلمات، ما ينعكس أولاً على شريكك.

انخفاض مستوى ثقتك بنفسك: قد تجدين أنك تشككين في مستوى جاذبيتك من وقت إلى آخر، لأنك تعرفين أنك بشكل أو بآخر تسبّبين التعاسة لزوجك لأنك لست على سجيتك.

 لا تشعرين بالشوق للعودة إلى المنزل بعد العمل: حين تعيشين مع شريك لا يجعلك تشعرين بالسعادة ستتفادين تلقائياً أن تكوني معه. هذا الشعور سيجعلك تتمنين لو تمضين بضع ساعات إضافية في العمل لعدم العودة إلى المنزل.

تتوقفين عن التخطيط لرحلات لك ولشريكك فقط: إذ إنه شيء يقوم به فقط من يشعرون بالحب.

 تشعرين برضى أقل عن طلتك: هل تشعرين كأنك مرغمة على أن تبذلي مجهوداً لتبدي أجمل عند الخروج مع زوجك؟ لا بدّ من أنك أيضاً لا تشعرين باهتمام كبير عندما يعبّر زوجك عن إعجابه بك.

تقللين من شأن زوجك أمام اصدقائه: عندما تشعرين بأنك لست سعيدة في علاقتك الزوجية، تشعرين باحترام أقل تجاه زوجك، ما يدفعك إلى إحراجه في بعض الأحيان أمام الناس. في هذه الحالة، يجب أن تتأكدي من أن زواجك دخل في دائرة خطرة.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله