توصف المهارات اللغوية المحدودة لدى الأطفال بالتأخر اللغويLanguage Delay أو اضطراب اللغة Language Disorder أو ضعف اللغة Language Impairment.
وتختلف شدة الاضطراب أو التأخر اللغوي من طفل إلى الآخر. وقد يصاحب التأخر أو الاضطراب اللغوي إحدى الإعاقات كضعف السمع أو الشلل الدماغي أو التأخر العقلي.
وقد لا يصاحب التأخر اللغوي أية اضطرابات أو اعاقات أخرى. كما توصف الاضطرابات اللغوية بناءً على الاضطرابات التي تصاحبها ومن الأمثلة على ذلك: اضطراب لغوي مصحوب بتأخر عقلي أو اضطراب لغوي مصحوب بضعف في السمع.
تندرج المشاكل اللغوية تحت أربعة أنواع على النحو الآتي:
1- مشاكل دلالية: يعتبر البطء في اكتساب الطفل للكلمات ومعانيها من العلامات المبكرة لوجود اضطراب لغوي لدى الطفل.
فقد يبدأ بعض الأطفال بانتاج أولى كلماتهم مثل: بابا، ماما وغيرها في سن السنتين أو ثلاث سنوات.
وقد لا يكون الطفل على استعدادٍ تام لاستخدام تلك الكلمات، كما يحتمل نسيان الطفل لتلك الكلمات التي تأخر في اكتسابها.
وتتضح المشاكل الدلالية لدى الطفل من خلال نوعية الكلمات التي يحاول تعلمها. حيث يظهر الأطفال البطيئون في اكتسابهم اللغوي قدرة أفضل في تعلم الكلمات الأبسط والأكثر استخداماً في الحياة اليومية من الكلمات الأكثر صعوبة والأقل استخداماً.
وقد يحتوي المخزون اللغوي للطفل المصاب بالتأخر اللغوي بعض أسماء الأشياء مثل: كرة، قطة، عربية وبعض الأشخاص مثل: بابا، ماما وقد لا يحتوي ذلك المخزون اللغوي أية كلمات مجردة كالصفات (سعيد، حزين، جيد، سيء، أمبارح، إجازة، …).
كما يظهر الطفل المصاب بالاضطراب اللغوي صعوبة في فهم معاني الكلمات المحكية (المنطوقة) ويعتقد بعض العلماء أن سبب المشاكل الدلالية تلك يعزى إلى الضعف الادراكي.
2- مشاكل صرفية: مثال علي الوحدات الصرفية في اللغة مثل: ال التعريف وواو الجماعة وألف المثنى وتاء التأنيث وغيرها.
وتعتبر صعوبة اكتساب الجوانب الصرفية إحدى الجوانب الهامة في اضطرابات اللغة لدى الأطفال. فقد يستخدم الطفل الكلمات والعبارات دون اضافة الوحدات الصرفية اللازمة.
وإليكم الأمثلة التالية:
– ماما نام (هنا لم يضف الطفل تاء التأنيث للفعل نام لتصبح «نامت»)
– أروح عربية(هنا لم يضف الطفل حرف الجر «الباء» وال التعريف لتصبح أروح بالعربية) ويوصف كلام الطفل حينما يحذف الأدوات الصرفية بالكلام التلغرافي نظراً لاقتصراه على الكلمات الهامة جداً كما هو الحال في التلغراف والذي يقتصر على الكلمات الهامة.
3- المشاكل النحوية: النحو هو ترتيب الكلمات لتكوين جملة ذات معنى. إذن فالمشاكل النحوية هي الصعوبات في بناء الجملة. فقد تتصف الجمل التي ينتجها الطفل بالقصيرة وغير الصحيحة من ناحية الترتيب.
ويتأخر اكتساب الطفل الذي يعاني من التاخر اللغوي للجمل المعقدة والتي تتكون من عدة كلمات.
ويصاحب المشاكل النحوية صعوبات في فهم الجمل الطويلة والمعقدة وغير الاعتيادية.
4- المشاكل البراغماتية البراغماتيا هي ما يقصد به بتعريفه البسيط استخدام اللغة في السياق الاجتماعي أو الاستخدام الاجتماعي لللغة. إذن، فالمشاكل البراغماتية هي مشاكل في استخدام اللغة وليس في شكلها أو بنائها.
ومن العلامات التي تدل على وجود مشاكل براغماتية لدى الطفل:
– ضعف القدرة على بدء الحوار، فقد يكون الطفل قادراً على الاجابة عن بعض الأسئلة مثل: كيف حالك؟ ما اسمك؟ كم عمرك؟ وإلى ما هنالك. ولكنه لا يملك المبادرة إلى الحوار.
– قد يكون الطفل قادراً على البدء بالحوار مع الآخرين ولكنه يفتقد القدرة على المحافظة على الموضوع، فسرعان ما تراه ينتقل من موضوع الحوار إلى موضوع آخر لا علاقة له بموضوع الحوار. وسرعان ما ينسى الموضوع الجديد الذي شرع بالتحدث عنه.
– عدم القدرة على أخذ الدور في الحوار، ويقصد بأخذ الدور، أن يعي الطفل وجود وقت مخصص له للتحدث وووقت للاستماع للطرف الآخر حينما يتحاور معه. فترى الطفل كثيراً ما يقاطع الآخرين ولا يستمع لهم حينما يتحدثون إليه.
– عدم قدرة الطفل على سرد القصص والأحداث، كأن يفتقد الطفل للقدرة على سرد الأنشطة التي قام بها خلال اليوم في الحضانة او المدرسة.
