من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

*التحالف المرحلي وتبدل المواقف!!..*

د وليد ناصر الماس.

بما إن الإمارات تدعم المجلس الانتقالي، وبما إن المجلس يرفع شعار استعادة دولة الجنوب، إذا الإمارات مع هذه الاستعادة، وذلك وفق قاعدة (بما إنّ فإن)، وهي قاعدة يكثر استخدامها في علم الرياضيات، ولا تصح دائما في السياسة، فقد وقع جنوبيون كثر ضحية للتعبئة الخاطئة والتصديق الأعمى لكل ما يقال ويُملى، فكان لذلك تبعاته الباهضة.

إذا افترضنا جدلا إن أبو ظبي مع استعادة الدولة الجنوبية لرأينا سلوكنا مختلفا لها يتماشى مع هذا المضمون، ومن ذلك العمل على إيجاد مقاربة فعلية بين مختلف القوى الجنوبية لا تشتيتها، فمشروع عظيم كهذا لا يستطيع فصيل أو كيان أو حزب ما الإتيان به، بل لابد من تكوين قاعدة تحالفات واسعة وعريضة تضم معظم القوى والتيارات الجنوبية بمختلف توجهاتها.

مشروع أبو ظبي في بلدنا واضح من البداية لمن ألقى السمع وهو شهيد، مشروع يتلخص في مواجهة الإخوان المسلمين (فرع اليمن) وإعاقة عملية وصولهم للسلطة، والبحث عن قوى حليفة في الداخل يمكن الاعتماد عليها في حفظ مصالح الإمارات مستقبلا.
ومع ذلك فهناك بعض البسطاء في مجتمعنا ممن تنطلي عليهم بعض الأساليب والحيل، يجدون صعوبة في قراءة الأحداث بموضوعية واستنباط الحقائق، ولا يقبلون بغير قناعاتهم الخاصة، بل ويستحيل التوصل معهم إلى استنتاجات إزاء بعض المستجدات.
عدم رضا أبوظبي عن شرعية هادي كان سببا أساسيا فيما حدث من صراع ومواجهة بين المجلس الانتقالي وفصائل الشرعية طيلة السنوات الماضية، هذا الصراع كان مكلفا للغاية، فقد ساهم في تقويض الدولة وتمزيق المجتمع واستشراء الفساد والفوضى، وانعدام الخدمات وانهيار الاقتصاد.

مع صعود حلفاء الإمارات من المقاومة الوطنية وعناصر المؤتمر الشعبي العام إلى جوار المجلس الانتقالي، واستحواذهم على تشكيلة السلطة الجديدة، كان ذلك دافعا لأبو ظبي لتذليل مجمل العقبات لهذه السلطة وبما يمكنها من تحقيق بعض النجاحات، تترجم ذلك من خلال عودة المجلس الرئاسي وبقية هيئات الدولة إلى عاصمة البلد الموقتة، مع اختفاء تام لمختلف مظاهر الممانعة المعروفة عن المجلس الانتقالي في كل مرة.
يتطلع أبناء المحافظات المحررة اليوم، سيما في عدن وأخواتها التي عانت كثيرا من موجات الصراع الأهلي إن يعم الاستقرار والسلام والوئام بعد نيران التشتت والخصام.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد