اجتاح الصليبيون المتعصبون منطقة الشرق الأوسط في حملاتهم الأولى على المشرق الإسلامي، دخلوا فلسطين وعاثوا فسادا في قدسها ومقدساتها، وقتلوا عشرات الآلاف من المسلمين العزل من أهالي تلك البلدات، وأقاموا على فلسطين وأرض الشام المجاورة مملكة الرب المزعومة، في ظل تفكك وانقسام رهيب أصاب الحضارة الإسلامية، فحل الذل والهوان على الناس، إلى ان قيض الله بطل عنيد خرج من صلب هذه الأمة، ليعيد للبلاد عزها وللأمة مجدها وللمقدسات طهرها، أنه القائد العظيم صلاح الدين والدنيا الأيوبي رحمه الله تعالى.
لقد رثى شاعر ذاك العصر الأمة وحالها، والمقدسات وما حل بها، في أبيات قمة في الروعة والإبداع، تلهب حماس الأحرار والثوار، وتبكي القلوب قبل العيون، وكأنها تتحدث عن حالنا اليوم وما أصابنا من ضعف واستكانة، فيدعونا ذلك لنجعلها مرثاة لنا اليوم ولبلداننا، حين رفعت هيبتها ونزعت قوتها، وتفرقت كلمتها، وتشتت شملها، حتى يحل رأس الكاثوليكية الصليبية (بايدن) ضيفا عزيزا على المنطقة، فارضا الكيان الإسرائيلي الغاصب جارا مرحبا به لدى بلدانها، فيما يسمى بالتطبيع، لكسر حالة العزلة التي يعيشها الكيان المجرم، في صفقة سياسية مخزية، جرى فيها تصفية القضية الفسطينية، والتخلي عن الحق العربي بتلك الأرض، في وقت بات فيه ملايين الفلسطينيين بدون مأوى، مشردين في الشتات لا حاضر لهم يُرجى أو مستقبل، فأي أمن تحقق لعروبتنا وواقعنا هذا شاهدا علينا، بما فينا من ضعف وانكسار وقلة حيلة.
وللتذكير سنعرض تلك المرثاة الجميلة التي تحاكي واقعنا اليوم، للشاعر المسلم (الأبيوردي):