من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

منة الله حازم توفيق ..تكتب…. تعددت الأسباب والموت واحدا

يوم جديد بخبر ثقيل وحالة أخرى من حالات الانتحار التى أعتدنا على سماعها، نفس الرسالة التى تركت مع كل حاله،(ابويا ميمشيش فى جنازتى…. اهلى ميمشوش فى جنازتى….. والله يا ماما ما عملت حاجه انا بحبك)، واخيرا…(ابويا هو اللى وصلنى لكدا)، اختلفت الطرق وتعددت الاسباب وفي النهاية الموت واحد، هل حقا يوجد أهل يمهدون طرق الموت لأبنائهم ؟!،
هل يوجد بالفعل أم ممن وضعت الجنة تحت اقدامها الجنة ان ترسل ابنائها للموت حقا؟!، ماذا فعل الأب لأبنه ليحرمه ابنه حضور عزائه او جنازته؟!، جميعها اسالة تأتى فى عقلى كلما سمعت عن حالة انتحار شباب وبنات منهم من لم تتعدى اعمارهم ال20 وبجانبها مثل هذه الرسائل، و لكنى لم أصدق أى إجابة دارت فى عقلى !!! لكن كيف؟!…..
فكل ما يحدث من حولى يقودني لإجابة واحده،نعم يوجد.
نعم يوجد من تحملوا مسؤلية وهم ليسوا مستعدين لها، نعم هناك من اصبحت ام وهى لا تعلم عنها سوا كلمة “ماما” مجرد كلمة لا تحمل مشاعر، و هناك من يمارس سلطته وغضبة و سيطرته على ابنه بحجة انه يربى رجـُل، هناك من يفشلون فى احتواء ابنائهم او علاج حزنهم او حالات الاكتئاب التى يصابون بها، يستهترون بمشاعرهم ويسخرون منهم, دون أن يتركوا لهم فرصة للحديث عن ما يزعجهم فهى بنظرهم ساذجة على أية حال، فهم يرون ان مهمتهم تختصر فى المظهر مثل (الأكل، الشرب، الملابس الجيدة، التعليم، واخيرا المال)، ولكنهم لا يدركون ان كل هذا سوف يذهب الو زوال، فهم ايضا يحتاجون من يسمعهم من يلجاؤن اليه لحل مشاكلهم مهما كانت فى نظركم ساذجة, فهى بالنسبة لهم شئ كبير لا يجب الاستهانة به، فهم دائما ما يبحثون عن الأمان عن من يعطيهم الثقة لاختيار قراراتهم ومساعدتهم علي تصحيحها ان كانت خاطئة, اعطى لهم الطريق واترك لهم الاختيار وراقبهم من بعيد اشعروهم بالأمان, اتركوا لهم المجال وافتحوا لهم ايديكم واعطوهم الثقة، وشجعوهم علي الحضور اليكم, لقص ما حدث ان كان صحيح وشجعوهم, وان كان خاطئ فصححوا لهم وانصحوهم بون تذمر او عقاب او سخرية او استهزاء, افضل من اللجوء الى ما يسمى بالأصدقاء, و وتكون النتيجة نصيحة لا تثمن ولا تغني من جوع وتزيد من الطين بلة كما نقول, فأنت لم تترك لهم مجال للجوء اليك، فأنت الامان ولكنك كنت الخطر بنظرهم، فأنت العقاب قبل الأمان.
ايها الاباء، ايتها الأمهات……
لقد اوصانا الله بطاعتكم مهما حدث عدا الشرك بالله، اوصانا بأحترامكم فى كل شئ وبركم، وهذا لأنكم أماننا وملجأنا الوحيد بعد الله، مهما مر بهم الزمان سيظلوا بحاجة اليكم دائما، ولكنكم تنسون كل ذلك وتضربون به عرض الحائط، وتنسون أيضا انكم ستحاسبون عليهم، لا تسلموا اولادكم للموت، اعلم انكم متعبون من مشاق الحياة، اعلم انكم تربيتم على قوانين وتعاليم معينة، اعلم أن الحياة تحتاج للأقوياء للأحسن فقط فلا مجال للاقل، ولكنكم فى زمن انتهت فيه الأخلاق، ونسيان الدين، فلا تحاولوا ان تجعلوهم نسخة منكم بالأمر وانما بالاقناع والحديث والفكر, وليس بالترهيب والحرمان والسخرية والاستهزاء فالزمن مختلف، اصبح عقل الطفل الصغير يستوعب مثل الكبير ويمكن اكثر ، السيطرة والصراخ والتحكم الزائد وفرض الامور بدون مناقشه لن تجعلهم اقوياء، لن تجعله رجل يا أبى فأنت تربى مريض نفسى فى عالم قد اكتفى من المرضى النفسيين، فأنتى يا امى تحوليها لفتاة مفتقدة المشاعر مهزوزة الشخصية، ليس لديها ثقة فى اى شئ، وحتما سيأتى اليوم وتذهب للبحث عن كل هذا بعيد عنك، انتم الأمان انتم السند والداعم القوى لهم، لا تكونوا سبب فى موتهم.
اخيرا…..
ايها الشباب انتم الجيل الأوفر حظا، أجل
فأنظروا حولكم جيدا، اشكروا الله على كل ما تملكوه، الحياة لن تقف على شئ مهما ان كان، جميع الأهل يكنون حب عميق بداخلهم لكم، ولكن ضغوط الحياة قادرة على تحولنا الى حجر، القليل فقط يستطيعون المحافظة على روحهم النقية، كونوا انتم افضل الداعمين لهم، وسيأتي اليوم الذى تدركون فيه هذا الحب، وإن ضاقت بك الحياة ولم تجد السند كن سند وداعم قوى لنفسك ابحث داخلك جيدا عن ماهو احسن…. وحتما ستجد، تذكر قول الله تعالي ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، هذا اختبارك فى الحياة لا تتركه وتذهب لما هو اسوء، فأنت عندما تقرر الإنتحار فأنت بذلك تشرك بالله، اعلم أن الله لن يتركك ولا ينساك، تمسك بأمانك ومن قبله ثقتك بالله ثم فى نفسك وقدرتك، فالله يعلم انك قادر ولكنه يريد ان يراك وانت واثق به.
في النهاية احتووا ابنائكم بدلا من البكاء والندم علي اشياء لن تعود حتي ان كان العيون تنزف دماءا بدلا من الدموع
اعقلوها جيدا فابنائكم هبة من الله وهم اغلا ما في دنياكم فحافظوا عليهم
حفظكم الله ورعاكم

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد