من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

كتب الدكتور خالد السلامي الأب…القدوة ورمز التضحي

يوم الأب
21-06-2023
يحتفل العالم بأكمله في 21 يونيو من كل عام بيوم الأب، فهو اليوم الذي يخصص لشكر وتكريم الآباء والأعمام والأجداد على التضحيات الجليلة التي يقدمونها وعلى دورهم الرائع في تنشئة الأطفال وتربيتهم. هذا اليوم يأتي بعد يوم الأم، الذي يحتفل فيه الأبناء بالأمهات ويعبرون عن امتنانهم العميق لتضحياتهن العظيمة. ولكن لا يكتفي العالم بيوم واحد فقط للاحتفال بالآباء، بل يخصص أيضًا عدة أيام في شهر يونيو لتكريمهم بطرق متنوعة.
في مجتمعاتنا الشرقية، طالما ارتبط مفهوم التربية بدور المرأة، وتم تجاهل دور الأب في هذه العملية وأهمية تأثيره في بناء شخصية الطفل. فالأب يلعب دورًا حيويًا في تنشئة الأجيال القادمة، ويساهم في بناء شخصيتهم وتوجيههم نحو النجاح والتفوق. وعلى الرغم من أن الأب في بعض الأحيان يتجاهل دوره في التربية بسبب الضغوط الاجتماعية أو قوانين الثقافة، إلا أنه يستحق التقدير والتكريم على العطاء الذي يقدمه بشكل مستمر.
الأب، هو الركن الرئيسي في أسرة الإماراتية، وصميم المجتمع الذي ينبض بالترابط الأسري والقيم السامية. إنه الرمز الحي للتضحية والشجاعة، الذي يتحمل مسؤولية هائلة في تنشئة الأجيال القادمة وتوجيهها نحو النجاح والتفوق. لكل طفل، يمثل والده بطلاً حقيقياً يحمل القدوة والأمان، يُعجز الكلام عن وصف كمية الحب والرعاية التي يقدمها الأب بكل سخاء وتفانٍ. فهو يجسّد الحنان والقوة في آن واحد، ويعلم أبناءه قيم الصبر والاحترام والتحدي، مهيئاً لهم الطريق نحو تحقيق أحلامهم وتحقيق طموحاتهم. وبينما نتأمل تلك الصفات النبيلة التي يتمتع بها الآباء، يجب علينا أن لا ننسى أيضاً الأعمام والأجداد، الذين أصبحوا رموزاً للحكمة والخبرة في حياتنا. فهم يمثلون جسراً يربطنا بالماضي، ويملؤون حياتنا بالحكايات والذكريات الجميلة، ويقدمون لنا الدعم والمشورة التي تساعدنا على تجاوز التحديات.

الأب هو السند والوتد، الذي يتحمل صعوبات الحياة من أجل راحة أبنائه. يستيقظ الأب يوميًا ويواجه تحديات الحياة بكل شجاعة وقوة، ليحقق رغبات وتطلعات أسرته. إنه الرب والقائد في البيت، الذي يضع خططًا ويتولى مسؤولية توجيه وتربية الأبناء. يعمل الأب بلا كلل لضمان راحة وسعادة عائلته، ويعرف أن دوره ليس فقط في تأمين لقمة العيش والحماية، بل في توفير الدعم العاطفي والتوجيه الصحيح لأبنائه.
وفي الوقت الذي نحتفل فيه بيوم الأم في كل عام، يجب علينا أن لا ننسى الدور الحيوي الذي يقوم به الآباء في حياتنا. فهم يستحقون التكريم والامتنان على العطاء الذي يقدمونه، وعلى الحب والرعاية التي يمنحونها لأطفالهم. إن الأب هو الرمز الحقيقي للتضحية والقوة الخفية التي تدعمنا في حياتنا. قد يكون دوره غير ملفت للنظر بنفس القدر الذي يكون عليه دور الأم، ولكنه لا يزال له تأثير كبير وعميق في نمو وتطور الأبناء.
لذا، في هذا اليوم المميز الذي يكرّم فيه العالم الآباء، دعونا نستغله لنعبر عن امتناننا وتقديرنا لآبائنا. لنقدم لهم الكلمات العذبة والعبارات الجميلة التي تعبر عن محبتنا واعترافنا بدورهم الفعّال. ولنتذكر أن الأب ليس فقط الرجل الذي يعمل ويقدم المال، بل هو الشخص الذي يمنحنا القوة والثقة والحماية.
لنجدد العهد بتقديرنا للآباء ولنبدي لهم مدى أهميتهم في حياتنا. لنعلمهم أننا نقدرهم ونحترمهم، وأنهم يستحقون الاحتفال والتكريم في كل يوم. فلنكن أبناءً ممتنين وفخورين بآبائنا، ولنعبر لهم عن حبنا وتقديرنا بكل الطرق الممكنة.
في هذا اليوم العالمي للأب، دعونا نجدد العهد بدعمهم وتقديرهم، ونعبر عن فخرنا بوجودهم في حياتنا. إنهم الأعمدة التي تستند إليها عائلاتنا، والأبطال الحقيقيين الذين يستحقون كل تقدير واحترام.
في النهاية، أتمنى أن يكون يوم الأب هذا فرصة لنقف جميعًا معًا في الاحتفال بالآباء، ونشكرهم على حبهم اللا متناهي وتضحياتهم العظيمة. فلنعبر عن امتناننا وتقديرنا لهم، ولنجعل هذا اليوم مناسبة لتعزيز الروابط العائلية وبناء السعادة والتواصل بين أفراد العائلة.

المستشار الدكتور خالد السلامي

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد