الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضحت الخبيرة والمدربة في تعزيز الصحه وجودة الحياة الدكتورة أمل الجودر ، أن كثير من السيدات تنظر إلى تقدم العمر نظرة تشاؤمية ، فهن يعتقدن بأن تقدم العمر ودخول مرحلة الشيخوخة وما يصاحبها من تغيرات فسيولوجية كظهور التجاعيد تعني فقدان الشباب والجمال، وهذا بدوره يؤثر سلباً عليهن ، وقد يؤدي الى حدوث صراع مع الذات فيصبحن ضحية لكل الإعلانات الترويجية للمنتجات المضادة لتقدم العمر أو لعمليات التجميل في محاولات مستميته لاستعادة نضارة بشرتهن وشبابهن متناسين أن لكل فترة زمنية من عمر المرأة لها حسناتها وسيئاتها ، والمرأة الذكية هي التي تستمتع بحسنات كل فترة وتتغاضى عن سيئاتها ، فتقبلها ما لا يمكن تغييره أمراً بديهياً لأنه بكل بساطة لا خيار لديها غيره لتعيش في سلام مع نفسها أولاً ثم مع الآخرين.
وتتساءل د.الجودر : من قال إن المرأة مجرد وجه جميل في جسد فقط ، فاذا ما تأثر هذا الجسد والوجه بتقدم العمر فقدت المرأة قيمتها، لا وألف لا ، فالمرأة قبل كل شيء إنسان من جسد وعقل وقلب وروح ، وقبول المرأة لتقدم عمرها كأمر طبيعي هي الخطوة الأولى لمشوار التصالح مع الذات ، ثم إنه من الأمر البديهي أن يتقدم عمر المرأة مع توالي الأيام والشهور ما دامت على قيد الحياة والاستثناء الوحيد لذلك هو أن تكون في عداد الأموات .
وتابعت بالقول : إن تصالح المرأة مع ذاتها في كل الأحوال يعكس ظلاله على جسدها وعقلها ونفسها وروحها فيولد الانسجام بينهم ويبعث شعورا بالسلام الداخلي والطمأنينة ويبث الأمل في روحها ويرسم ابتسامه الرضا على شفتيها فيجعلها تبدو أصغر من عمرها.
، ففي نهاية الأمر العمر مجرد رقم وهناك عمر حقيقي وآخر عمر زمني ، فالأول يعني عمر وظائف الجسد والنفسية والآخر ما تبينه شهادة الميلاد، وعليه فقد يكون عمر المرأة الحقيقي أقل من العمر الزمني فتبدو أصغر لو حافظت على نمط حياه صحي متمثلا في الغذاء المتوازن والنشاط البدني وتجنب التدخين وأخذ قسط كاف من النوم وتعاملت مع الضغوطات بطرق سليمه صحيحة وعلى ، والجانب الآخر قد يكون عمر المرأة الحقيقي أكبر من الزمني لو كانت المرأة تعاني من السمنة والتدخنين والسهر الى وقت متأخر ستعاني من الضغوطات الحياتية ، ولو تمعنت المرأة في المسألة فسيتبين لها بأن تقدم العمر يعني الخبرة والحكمة التي تراكمت لديها طوال السنين ، ويمكنها ان تنقلها إلى الشابات من أهلها ومعارفها لتمكينهن من خوض تجارب جديدة بكفاءات أفضل.
وشددت د.الجودر على أن تصالح المرأة مع ذاتها وتتقبل نفسها كيفما كانت أولا وأن تسعى إلى تغيير ما يمكن تغييره وأن ترضى بما لا يمكن تغييره وتعيش حياة سعيدة هانئة.
