من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

الوطن..ما في دومري..!!

بقلم خالد بركات..

إننا لن نستطيع أن نحقق لوطننا..
سعادة وفرح ولا إستقرار وطمأنينة..
إلا بدعاءنا بإيمان حقيقي بقيام وطننا..
وحتى يحرروا البعض أنفسهم من الأنانية..
وبالحوار العقلاني تعود الأنوار ويعود الدومري..

” ما في دومري ” مقولة يرددها العامة، وتعني الشوارع خالية كلياً من المارة..
لكن السؤال يبقى من هو الدومري..؟؟!!
الدومري هذه مهنة وليست إسماً، وهي كلمة تركية الأصل بدأت تتردد على السنة الناس عقب سقوط ولاية بيروت مع حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام والمقصود منها (الفوانيسي) وهو الرجل الذي يقوم بإشعال الفوانيس عند حلول أول الليل إلى إنبثاق الفجر، في الأزقة والحارات المكلف بها من قبل البلديات التي تعمد لتوزيع فوانيس تشعلها على الكاز والفتيل القطني في المدن والشوارع والحارات الداخلية قبل إستقدام الكهرباء في البلاد التي لم يكن فيها كهرباء، فتبعث نوراً ضعيفاً يبدد ظلام الليل وبالتالي فإن تاريخ الدومري يعود لتلك الحقبة
وفي ليالي الشتاء عندما يشتد البرد القارس
يلتزم الناس منازلهم فلا تجد في الشوارع
إلا ( الدومري ) الذي يقوم بعمله هذا كل يوم..
ومن هنا جاء المثل ( مافي دومري)..

نعم..وللأسف بعد ما يجري في وطننا، من أزمة معيشية واقتصادية، ومن أزمات سياسية، ولا يوجد بصيص نور في النفق المظلم التي دخلنا فيه منذ فترة طويلة، ومن غوغائية التعنت والتعالي والإستكبار والغريزة الطائفية عند البعض، ولهفة وجشع البعض، للوصول للكراسي والمواقع ولو بأي ثمن أو بأي إسلوب مؤذي ومدمر، ولا كإنهم يسمعون أنين الشعب من الفقر والقلق على مصيرهم من كل النواحي..

ونتمنى أن لا نصل ليوم بوطننا ونقول فيه :
ما في لا دومري ولا أي شخص أو عابر سبيل
في كل شوارع وأحياء المدن وأزقة القرى..

حتى لو عاد السلام وعم النعيم والرخاء أرجاء كل الوطن، لن تنسى مرارة وكارثة سنوات الظلم والفساد والقهر والإذلال، وسوف تظل مرارتها في ذاكرة المواطنين في الوطن أو من هاجر منهم هرباً من الذل والعوز، الله لا يعيدها ولا يجعل أبناء الأجيال القادمة يعيشون مرارتها..
التي جعلت كل تفكير الناس كيف يعيشون اليوم، وكيف المعيشة غداً، حتى في الأحلام فالكل يبحث عن أمن غذائي بالإضافة للأدوية والتي أصبحت حاجة لكل إنسان مريض، ولكل معافى ولكنه اصبح بحاجة لأدوية أعصاب من ما يعيشه، وكإنه عذاب الٱخرة أرحم..
والمؤلم في كل هذا أنها مرارة ومعانات وكارثة جاءت على يد من هم من أبناء الوطن، وبعدها يقال لماذا يكره الإنسان معيشته في وطنه..؟؟!!

اللهم..إحفظ عقولنا من ما نشاهده ونسمعه..
اللهم.. نستودعك وطننا وأهله واحباءه..

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد