من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

أثر التغيرات المناخية على الإنتاج الحيواني: التحديات وسبل المواجهة

      

مقالة علمية:

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

يعتبرتغير المناخ ظاهرة عالمية إلا ان تأثيراته السلبية الاشد هي التي يشعر بها الفقراء في البلدان النامية والتي تعتمد اعتمادا كبيرا لكسب عيشهم على قاعدة الموارد الطبيعية, وحيث ان الزراعة وتربية الحيوانات هي من بين أكثر القطاعات الاقتصادية الحساسة للمناخ ولذا فأن المجتمعات المحلية الفقيرة في المناطق الريفية هي أكثر عرضة لآثار تغير المناخ، وسيؤدي تغير المناخ وآثاره بعيدة المدى على منتجات الألبان واللحوم وإنتاج الصوف بشكل رئيسي عن طريق التأثيرات على العشب وتغير نطاق الإنتاجية. كما أن تاثير الحرارة على الحيوانات وتخفيض معدل استهلاك العلف الحيواني وأسباب عدم نموو فقر الموارد المائية وزيادة تواتر الجفاف في بعض البلدان يؤدي إلى فقدان الموارد. كما تتسبب في انتشار متزايد من القائمة التي تحملها ناقلات الأمراض والطفيليات للحيوانات وكذلك ظهور وانتشار أمراض جديدة. ولمعرفة أثر ارتفاع درجات الحرارة على تربية الحيوان والثروة الحيوانية حيث من المرجح أن تختلف الأثار والاستجابات لارتفاع درجات الحرارة لممارسة الزراعة في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة لسلالات الثروة الحيوانية فهي الأقل عرضة للحرارة ويمكن استخدامها ، ولكن هذا التغيير قد يزيد قابلية عوامل ممرضة معينة في بعض المناطق، وسيتم نقل مزيد من الحيوانات للداخل، في محاولة لتجنب التعرض للحرارة والضغط. إن التغيرات المناخية قد تساعد أيضًا على انتقال مسببات الأمراض بين الحيوانات ، مما يؤدى إلى تحميل أكبر مسببات المرض في البراز وزيادة انتشار التلوث.

و تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاج الحيواني والثروة الحيوانية بشكل مباشر وغير مباشر حيث يطلق مصطلح تغير المناخ على التغير الملموس وطويل الأثر الذي يطرأ على معدل حالة الطقس لمنطقة ما، شاملاً معدلات هطول الامطار، ودرجات الحرارة، وحالة الرياح، وتُعزى أسباب حدوث هذه الظاهرة إلى عمليات ديناميكية للأرض أو قوى خارجية أو إثر النشاط الإنساني. وأدى ارتفاع درجات الحرارة والتغيُّرات المناخية الى ثأتيرات سلبية كبيرة في مجال الزراعة والفوائد التي توفِّرها للمجتمعات. ويؤثر ذلك بصورة متزايدة على الإنتاج الحيواني كما انه ومن المتوقع أنَّ الآثار المترتبة على تغيُّر المناخ سوف تزداد لتتسبَّب في مزيد من الأحوال الجوية البالغة الشدَّة مثل حالات الجفاف والفيضانات والموجات الحارة وتوزيع الأمطار على نحو لا يمكن التنبؤ به. سوف يكون لتغيُّرات المناخ تأثير كبير على تربية الحيوانات وعلى إنتاج الأغذية الحيوانية المصدر. وأشارت العديد من الدراسات إلى ارتباط وثيق بين زيادة حدة التقلبات الجوية على المدى القصير و التغيرات المناخية على المدى الطويل , أي أنه من المتوقع أن تزداد حدة التقلبات الجوية في الأعوام القادمة. وطبقًا للإحصاءات الرسمية فان مصر تأتى في المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا في ترتيب الدول من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري . فقد أشارت التقارير الرسمية إلى أن 17% من المصريين يعانون من ضعف مستوى الأمن الغذائي , ويتركز معظمهم في جنوب مصر , وهذه النسبة معرضة للزيادة في ظل ازدياد حدة التقلبات الجوية , حيث تشير العديد من الدراسات إلى تأثر إنتاجية المحاصيل بشكل سلبي بسبب التقلبات الجوية الحادة ..

كما يؤثر تغير المناخ على مخلفات العقاقير البيطرية في الأغذية فالتغيرات المناخية قد تؤدي تلك التغيرات في حدوث الأمراض الحيوانية المنشأ المنقولة بالغذاء والآفات الحيوانية وربما في زيادة استخدام العقاقير البيطرية وظهور امراض جديدة في تربية الأحياء المائية، ويمكن أيضا المواجهة بسهولة في زيادة استخدام المواد الكيميائية. وبالتالي ، قد يكون هناك أعلى المستويات وغير مقبول حتى من العقاقير البيطرية في الأغذية.

 وتختلف التحديات تاتى تواجة الإنتاج الحيوانى وتشمل:

  • تأثيرات سلبية على المناطق الزراعية وزيادة معدلات التصحر مع قلة المياة

  • زيادة درجات الحرارة سوف تؤدى الى زيادة البخر وزيادة استهلاك المياه

  • نقص الانتاج الحيواني في مصر مع أمكانية اختفاء سلالات متميزة في الإنتاج

  • تأثيرات اجتماعية واقتصادية متمثلة في هجرة العمالة الزراعية في المناطق الهامشية

  • تأثيرات مرضية تصيب المحاصيل نتيجة التغيرات المناخية نظرا لحدوث بعض التبدلات الوظيفية والحيوية في النبات العائل مع تغير في سلوك الحشرات نتيجة الدفء الحراري والتغيرات المناخية مما قد يؤدي الى قصر دورة حياة الحشرات وتزايد أعداد تجمعاتها بسرعة كبيرة ، وتعتبرالزراعة من أكثر الانظمة البيئية تأثرا بأخطار التغير المناخي نظرا لانخفاض إنتاجية الحاصلات الزراعية وزيادة استهلاكها من المياه . وسبل المواجهة تلك التأثيرات تتمثل في الأتى:

– تقدير الاتجاهات في تأثيرات تغير المناخ على الامن الغذائي (حيوانى &نباتى) – ادارة تقلب المناخ ومخاطرة ، التنبؤات الموسمية ، التامين القائم على المؤشرات وخدمات المعلومات المناخية مع الإعتماد على تكريب أجهزة الإنزارالميكر للتنبأ بالظواهر المتعلقة بتغير المناخ.

– تسريع التكيف مع تغير المناخ التدريجي عن طريق الزراعة الذكية ، تطوير التكنولوجيا والممارسات الزراعية

– التحولات الى النظم الحديثة في الزراعة بهدف ألحصول على إنتاج زراعي مكثف

– تقييم الامن الغذائي في المستقبل عن طريق ( التبصر ، والتنبؤ ، استكشاف المستقبل )

 – تطوير التقنيات الجديدة المستخدمة لتنمية قطاع الزراعة (التكنولوجيا الحيوية ، الذكاء الاصطناعي وتعتبر ماشية اللبن من أكثر أنواع الانتاج الحيواني التي تتأثر بارتفاع درجات الحرارة حيث تؤثر درجه الحرارة العالية علي صحة وإنتاج الابقار. وللتغلب على تلك تحديات الاجهاد الحراري للأبقار (الحرارة ، الرطوبة ) : بالنسبة للمربي

أولا : للتغذية

 1- زيادة عدد مرات التغذية مع تقديم العليقة بكمية أكبر خلال الصباح الباكر والمساء المتأخر لانخفاض درجات الحرارة في ذلك الوقت فيقبل الحيوان على تناول العليقة .

 2- من الضروري استخدام مواد مالئة جيدة وعالية القيمة الغذائية ، سهلة الهضم ومستساغة مثل السيلاج والبرسيم الاخضر لتغذية الابقار الحلابة عليه على ان تكون الكميات المقدمة للحيوان في حدود 30-40% من اجمالي العليقة المقدمة يوميا .

 3- عدم زيادة نسبة البروتين في العليقة عن 18% ، مع ضرورة ان تكون الاعلاف المقدمة طازجة بصفة دائمة .

 4- الحفاظ على مستوي الاملاح المعدنية بالعليقة بوتاسيوم 1.5 % ، صوديوم 0.5% ، ماغنسيوم 0.4 % من المادة الجافة المأكولة مع ضرورة أضافة الفيتامينات اللازمة للعليقة . 5- زيادة استخدام منظمات الكرش مثل بيكربونات الصوديوم مع استخدام الاضافات الغذائية ( أنزيمات هاضمة للألياف ، خمائر ) وكذلك مضادات السموم الفطرية. مع  مراعاة النظافة الدائمة للمعالف باستمرار من بقايا الاعلاف مع تجديد العلف المقدم باستمرار .

 ثانيا : مياه الشرب

  • ضرورة توافر مياه الشرب للتغلب على الاجهاد الحراري لأبقار أنتاج اللبن • ضرورة تظليل أحواض الشرب على مدار اليوم مع مراعاه أن يكون ماء الشرب حرارته ليست عالية مع عزل خزانات مياه الشرب

ثالثا : الايواء

  • للتغلب على الظروف الجوية القاسية يجب تحسين الايواء لحيوانات ماشية اللبن • ضرورة عدم تعرض الابقار لأشعة الشمس المباشر والإهتمام بتظليل المعالف وأحواض الشرب على أن يكون ارتفاع المظلة في حدود 3.5- 4 متر مع زيادة المساحة المخصصة لكل بقرة مع عزل المباني وخاصة الاسقف واستخدام مراوح للتبريد ملاحظة

  • يفضل زيادة نسب الاستبدال في الابقار بعجلات مولودة ومرباه محليا

  • يفضل استيراد الابقار من أماكن حارة ومشابهة للظروف المناخية في مصر

  • يفضل استيراد الجمال والتي لديها مقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وسرعة التأقلم للظروف المناخية في مصر

  • الادارة البيئية المتكاملة مع الاخذ في الاعتبار مشاكل التغيرات المناخية المتوقعة

  • تقليل الانشطة البشرية شمال الدلتا الى أقل قدر ممكن باستخدام نظم الزراعة الذكية .

  • منع تجريف التربة ونقل الرمال من مناطق الدلتا

  • المحافظة على الاراضي الرطبة شمال مصر كوسيلة للحماية الطبيعية للأراضي الزراعية المنخفضة في الدلتا .

  • تكثيف الدراسات والبحوث العلمية لاستنباط سلالات نباتية وحيوانية مستقبلية تتحمل الاجهاد الحراري الناتج عن ظاهرة التغيرات المناخية والتكيف معها ،

  • أنشاء قاعدة بيانات متكاملة لأجراء البحوث والدراسات طبقا لخطة واضحة وتطبيق التكنولوجيا الصديقة للبيئة

  • تكثيف العلاقات مع الدول الافريقية ودول حوض النيل بشكل خاص وتنمية العلاقات في مجال الثروة الحيوانية معها .

  • بث الوعي المجتمعي بأهمية مواجهة التغيرات المناخية وأبعاد هذه الظاهرة .مع تدريب المواطنين على كيفية التعامل مع أخطار البيئة

  • تشخيص الدراسات المحلية على أثر ظاهرة التغير المناخي ، قياسها ، طرق التكيف معها ومواجهتها بالطرق الحديثة عن طريق التنبؤ بحجم المحصول، الوقت المناسب للعملية الزراعية، تقليل استخدام المبيدات.

  • وضع استراتيجية مبنية على المعرفة وتطبيق التكنولوجيات في مجال الزراعة بالتعاون مع جميع المؤسسات الموجودة في مصر حيث يوجد بمصر العديد من المؤسسات والجامعات والمعاهد العلمية والهيئات التنفيذية على المستويين المركزي والمحلي والجمعيات الأهلية القادرة على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمواجهة التغيرات المناخية إلى جانب الوفاء بالالتزامات الإقليمية والدولية في هذا المجال . ومن بين تلك المؤسسات مركز البحوث الزراعية، مركز بحوث الصحراء، الجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، مركز البحوث المائية، المركز القومي للبحوث، هيئة الاستشعار عن بعد، جهاز شئون البيئة. بعض النصائح لمربي الماشية لتفادي تأثير الاجهاد الحراري o ضرورة تواجد الحيوانات تحت مظلات بعيدة عن أشعة الشمس المباشرة خاصة خلال فترة الظهيرة. o مراعاة تغيير مياه الشرب للحيوانات على فترات قصيرة o ضرورة توافر الاعلاف اللازمة التي تتوافق مع ظروف الاجهاد الحراري o مراعاة حماية الحيوانات بمظلات مناسبة ومرتفعة لزياده التهوية o عمل نظام رش ضبابي باستخدام المياه ورشها على جسم الابقار لتقليل الاجهاد الحراري خلال فترة ارتفاع الحرارة لتقليل الاجهاد الحراري على الحيوان.

وفى النهاية ومع تزايد الاهتمام بظاهرة التغيرات المناخية ، وتأثيراتها المتوقعة وغير المتوقعة سواء في المستقبل القريب أو البعيد بات من الضروري أهمية الاستعداد لمثل هذه التأثيرات للحد منها أو تقليل تأثيراتها (تقليل الإنبعاثات او تخفيفها او التكيف معها)، وخاصة لما لهذه التأثيرات من دور عظيم الأثر على التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة ، حيث من المتوقع أن يكون لهذه الظاهرة أبعاد عميقة الأثر على دفع عجلة التنمية في قطاعات كبيرة ومنها قطاع الانتاج الحيواني الأمر الذي قد يترتب عليه تهديد مباشر للأمن الغذائي في مصر . لذا كان من المهم إدماج التأثيرات المتوقعة لظاهرة التغيرات المناخية ، وإجراءات مواجهتها في جميع محاور الخطة المستقبلية للنهوض بالإنتاج الحيواني في مصر. مع دراسة خطط التنمية الشاملة المرتبطة بالتغيرات المناخية ، وتحديد التباين ما بين التخطيط وإجراءات مواجهة هذه الظاهرة على مختلف القطاعات لمواجهة هذه الظاهرة من جميع المحاور، وعلى كافة القطاعات .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد