من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

زنزانة الخوف

بقلم – إيناس السواح

ذاك الصوتُ كان دائمًا ما يجعلني متردد وحائر في العديد من القرارات في حياتي،ويجعلني أسيراً في الظلام، أريدُ أن أهزمهُ، وأن أتخلص منهُ، وأنتصر عليه.

لايريدُ أن يخرج مني، لأنهُ يريدُ أن أسقط وأضعف، أن أكون لاشيء، “إنسان من عدم”.

كيف يمكن لصوت أن يجعلني أسيراً في قراراتي؟

كيف يمكن لصوت أن يهزم شموخي وكبريائي؟

أيعقل ذاك الصوت من أعماقي!

أيعقل أن أكون أنا !

“سجين نفسي بزنزانة الخوف”

الخوف!

مما أنا خائف؟

لستُ أدري؟

أهو مصيري المجهول!

وماذا لو لم أصل ؟
….
….
وتساؤلات عديدة جعلتني مريضاً بالحيرة، والتردد، والخوف من “المجهول”.

وأنا في تلك الدوامة من الأسئلة ، وجدتُ ورقة قديمة على حافة الرصيف مكتوب عليها “المواجهة خير من الانسحاب”.

ياالهي،ماهذه الكلمات؟

هل أنا بإنتظار رسالة حتى أنزع كُل تلك السلاسل التي قيدتني.

لماذا لم أستطع من قبل هزيمتها؟

رغم أنني أريدُ التخلص منها.

عدتُ إلى المنزل ووضعتُ الورقة أمام عيناي، ودققتُ في تفاصيل هذهِ الحكمة.

“المواجهة خير من الانسحاب “

كيف أواجهُ خوفي، كيف أقضي عليه، وقد أصبح جزءاً لايتجزأ من تفكيري.

مما أنا أخاف؟

أحضرتُ ورقة وقلم وبدأتُ أكتب كل تلك الأفكار التي جعلتني أسيراً “بزنزانة الخوف”

“فقر،مرض،فشل،…..”

تباً لي، الحياةُ ستسمر إن شئتُ أم أبيت.

ماالحل؟

سأضعُ كُل تلك الأفكار من جديد وأتحداها وأواجهها “بالواقع، الصبر،السعي،العمل، اليقين باالله، والإيمان بالقضاء خيره وشره…. “

وبعد شهر من الصراع والمواجهة لكل تلك الأفكار البائسة وجدتُ نفسي انتصرت.

أجل،لقد انتصرت على ذاتي، أنا لستُ خائف!

كان الحل معي منذُ البداية.

لكن،يبدو أنني كنتُ بإنتظار رسالة، للخروج من الدائرة المظلمة، والنظر للأمور من زاوية مختلفة، والاستماع لكل تلك الأصوات في أعماقي، واعطائي فرصة لأفكر بعمق وواقعية لتلك الأفكار، كنتُ بحاجة أن أفهم منذُ البداية لم أنا خائف، وهناك ربٌ في السماء إذا أراد لأمر أن يكون فيقول له” كن فيكون “.

لايعني” الفشل،المرض،الفقر… “، النهاية.

قد تكون البداية، لأكون “إنسان أكثر ثبات وقوة”.

البداية “لحياة أفضل”.

كنتُ خائف، لأنني “جاهل”، بعطايا الله وتدابيره لخفايا الأمور.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد