من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

العلاقة بين نداء أولياء أمور جنرالات وزارة الدفاع الإسرائيلية لمتطوعين صينيين، ومغزى جهود إعمار مدرسة “غانينو الدولية اليهودية” لدراسة أطفالهم فى بكين

 

ردى على جهاز الموساد الإسرائيلى

كلاكيت ثانى مرة: كيف نلعب مع الموساد وكيف نلهو معه؟

تحليل للدكتورة/ نادية حلمى

 الخبيرة المصرية فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية – خبيرة شئون الدراسات اليهودية والإسرائيلية فى الصين –  أستاذ مساعد العلوم السياسية جامعة بنى سويف

  بعد أن تلقيت سؤال الموساد الإسرائيلى عام ٢٠١٣، والذى نوهت عنه من قبل، والذى وصلنى من طرف الموساد الإسرائيلى عن طريق أحد رؤساء تحرير كبرى المواقع الإخبارية العالمية، والذى كان مفاده نصاً:

 

 نادية… أكتبى لنا تقرير ضعى فيه  تصوراتك الشخصية، عن: كيف يلعب الموساد معكم؟

 

ومن وقتها شغل بالى وفكرى التحليلى والإستخباراتى – كمحللة معروفة لطريقة عمل شبكات التجسس والإستخبارات العالمية، وعلى رأسها  الموساد الإسرائيلى والمخابرات المركزية الأمريكية – بشكل دائم، تتبع وتحليل مهمات الموساد الإسرائيلى فى كل مكان حول العالم، ولا سيما فى الصين، حيث موضع تركيزى وإهتمامى البحثى والتحليل على وجه الخصوص. فوجدت خلال تتبعى الدقيق لطريقة لعب الموساد الإسرائيلى فى الصين بالذات، ثغرات عديدة، مكنتنى من الرد هذه المرة علانية على جهاز إستخبارات الموساد الإسرائيلى ومعه وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية، حول: كيف يلعب معنا الموساد، وكيف نلعب معه؟

وأنا هنا أقدم لأجهزة الإستخبارات المصرية والعربية بل والعالمية أيضاً ومعها الصينية كذلك، خلاصة تجربتى وتحليلى لطبيعة عمل الموساد الإسرائيلى والمخابرات الأمريكية داخل المجتمع الصينى ذاته، ورداً علنياً فى الوقت ذاته على جهاز الإستخبارات الإسرائيلية للموساد، لطلبه منى منذ حوالى ١٠ سنوات، بأن أحلل طريقة عمله أقصد لعبه معنا. لذا، فأنا هنا قررت بأن أجيبه وبشكل مستفيض وعلنى، وبألا أجعله يغضب منى إطلاقاً لتجاهلى سؤاله، رغم مضى كل تلك المدة والسنين على الرد، تعذبت خلالها لسنوات بممارسة الموساد الإسرائيلى والمخابرات المركزية الأمريكية لأقسى درجات الإستفزاز والإنتقام القصوى فى مواجهتى، وكان أقلها إدعاء جنونى، كى لا يستمع لى أحد فى ملف التهويد والتجنيد للصينيين فى جيش الدفاع الإسرائيلى، رغم شراء “جامعة هارفارد” المصنفة الأولى أمريكياً وعالمياً لنسخ من كتابى حوله، وقررت فى الوقت ذاته، بأن أجعل الجماهير والشعوب العربية والمجتمع الإستخباراتى الدولى شاهداً على طريقة لعبه معنا، مع تحليلى للوضع.

 

ومن هنا، فلقد قررت اليوم أن أستكمل تحليلى بشأن: كيف يلعب معنا الموساد؟ بإجابة الموساد الإسرائيلى نفسه علانية، بأنكم تلعبون فى الصين من خلال “جنرالات وزارة دفاعكم المتقاعدين من المطلقين والأرامل بدلاً من قعدتهم بلا فائدة فى تل أبيب، بتزويجهم من صينيات للقيام بمهمات لصالحكم”. فزواجهم من صينيات يتيح لهم إفتتاح فروع لشركات إسرائيلية تحت “غطاء صينى”، ثم إنجاب أطفال مختلطين إسرائيليين وصينيين مزدوجى الهوية والعرقية، يتحدثون العبرية والصينية سوياً، ليعملوا فى المستقبل بين الصين وإسرائيل، خدمةً لصالحكم.

 

وأنا هنا أجيب الموساد الإسرائيلى ذاته، بأننى نجحت فى إختراق كافة تجمعاتكم وكافة مصالحكم، رغم أنى كنت بالنسبة لكم حين ذهبت إلى بكين فى عام ٢٠٠٩، مجرد طفلة تلهو حولكم منذ أكثر من ١٥ سنة، ونجحت بمفردى فى تتبع شبكة مصالحكم، والتعرف على زوجات جنرالات وزارة الدفاع الإسرائيليين المتقاعدين من الخدمة من الصينيات، ولعبت مع أطفالهم. وكنت أدردش مع الجميع، فعرفت أسرار الجميع، ليس من منطلق شخصى، بل من منطلق إستخباراتى وأكاديمى وتحليلى بحت، وها أنا ذا الآن فخورة بنفسى، وأنا أقف أمام الشعوب والجماهير العربية وكافة أجهزة الإستخبارات العالمية، وأنقل بنفسى كل ما تعلمته إلى جميع شعوب المنطقة والعالم علانية، وبلا أدنى خوف منكم. وهذا يأتى تعقيباً منى وإجابةً على سؤالكم، بشأن: تصورى لكيف تلعبون معنا؟

 

فإكتشفت – بالنسبة للقائمين على أمر الموساد ذاته – العديد من الثغرات الحقيقية والكارثية فى طريقة عمل الموساد الإسرائيلى فى دولة كبيرة بحجم الصين، فكان قربى ولعبى من أطفالكم وزوجات جنرالات جيشكم الصينيات، كفيل بكشف طريقة لعب الموساد كاملة فى الصين بكل سهولة مطلقة ويسر، رغم كونى كنت طفلة ألهو بينكم.

 

وسأجيب الموساد الإسرائيلى حالاً – مادامت تلك هى رغبته – علنياً أمام شعوب المنطقة والعالم، بكيف تلعبون فى الصين بإعتبارها المنطقة الأقرب لى تحليلياً؟… لأشرح للموساد، بأن أسهل طريقة لمعرفة أسماء جميع جنرالات الموساد الإسرائيلى ووزارات دفاعهم من المقيمين فى الصين، بل وأسماء زوجاتهم الصينيات وأطفالهم كاملة، وكذلك الإستدلال على عناوينهم وأرقام هواتفهم المحمولة والمنزلية وتفاصيل أعمالهم ونشاطهم، يكمن عن طريق (مدارس الأطفال اليهودية الدولية المنتشرة فى الصين). فبمجرد حصولك على أرشيف أسماء أطفال المدارس اليهودية فى الصين، ستتساقط أمامك جميع خطط الموساد وجنرالات وزارة دفاعه وزوجاتهم، وستقربك أكثر من كافة أنشطتهم. 

 وللتدليل على صحة ما توصلت إليه بشكل تام، هو متابعتىإستخباراتياً بشكل دائم، لأنشطة جنرالات وزارة الدفاع الإسرائيلية من المقيمين بشكل دائم فى الصين، وما إستوقفنى فجأة وأدركت بعين ثاقبة كمحللة إستخباراتية، بأننى أمام لعبة مخابراتية جديدة يقودها جنرالات الموساد فى بكين، هو متابعة الباحثة المصرية لحادثة فريدة من نوعها حدثت تحديداً فى شهر يوليو ٢٠١٦، خلال وجودى فى العاصمة الصينية “بكين” ضمن وفد عالمى، يضم أهم (٣٠ خبير فى الشؤون الصينية عالمياً، وفقاً للتصنيف الصينى)، وكانت الباحثة شاهدة حية عليها وعلى وقائعها وأطرافها، حينما تلقت الباحثة المصرية – بعد واقعة ضربى والإعتداء على فى “بيت الشاباد اليهودى فى بكين”، قبل تقديم إعتذار رسمى إسرائيلى مكتوب لى، نشرته عدة مرات – عدة دعوات يهودية وإسرائيلية للمساهمة فى إعادة إعمار وتنظيف المدرسة اليهودية الدولية الوحيدة “مدرسة غانينو اليهودية الدولية” الموجودة فى بكين بعد وقوع خسائر جسيمة نتيجة لسقوط أمطار غزيرة سببت بعض الدمار فى هذه المدرسة اليهودية، والتى تسمى “مدرسة غانينو الدولية فى بكين” Ganeinu international school  والواقعة فى 262 جراند هيلز  Grand Hills والكائنة فى “شارع جينغشون” Jingshun Lu  فى منطقة “شاويانغ” Chaoyang والعنوان بالصينية 朝阳区京顺路大湖山庄262

 

  • ولمعرفة كل شئ عن (مدرسة غانينو اليهودية الدولية فى بكين)، يمكنك زيارة الموقع التالى:

 

https://www.beijing-kids.com/scg-bj/ganeinu-international-school-menorah-academy-capital-middle-school-mac/

 

وهى تلك المدرسة التى يديرها بشكل مباشر “بيت الشاباد اليهودى فى بكين”، والذى يمكن تتبع ومعرفة كافة أنشطته كذلك، عبر هذا اللينك الموضوع بالفعل على الموقع الرسمى للمدرسة:

 

Chabad Beijing

Fang Yuan Xi Lu, next to the south gate of Si De Park Chao Yang DistrictBeijing, 100016

 

https://www.kosherdelight.com/ChinaEducation.ht

 وما إستوقفنى، وجعلنى أدرك وقتها، أننى أمام واحدة من أهم العمليات الإستخباراتية، هو ذلك الإصرار الإسرائيلى على وجود أضرار جسيمة فى مدرسة الأطفال اليهودية فى بكين، بسبب الأمطار الغزيرة، مترافقاً مع عرض صور الدمار (الغير معقول)، وتوجيه نداء فقط لمتطوعين صينيين وليس حتى للأجانب أو اليهود المقيمين فى الصين على سبيل المثال، لمشاركة إخوانهم اليهود والإسرائيليين فى إعادة إعمار وتنظيف المدرسة اليهودية، مع أننى تساءلت وقتها حقاً، ومع وجود رجال أعمال يهود ميسورى الحال، فضلاً عن وجود إشراف يهودى وصهيونى دولى على كافة أنشطة اليهود فى الصين، ولا سيما مدارس الأطفال اليهودية المنتشرة فى المدن والمقاطعات الهامة فى الصين،  ب: لماذا بدلاً من هذه الضجة الغير معقولة على مدار عدة أيام متتالية، لا تستيعنون بشركة نظافة متخصصة بدلاً من تلك الضجة وتوجيه النداءات؟ فقد جاءت العناوين والخطوط العريضة فى الصحف والمواقع الصينية والعبرية، تحت عنوان: “مدرسة الأطفال اليهودية فى بكين، فى حاجة لمتطوعين لإعادة إعمارها وبنائها، بعد تدميرها بسبب الأمطار الثقيلة”، وباللغة الإنجليزية، كالآتى:

 

School Needs Volunteers’ Help to Recover from Damages by Heavy Rains

 

وأخذت معظم تلك المواقع الصينية والإسرائيلية واليهودية العالمية، الصيغة التالية، كنداء إسرائيلى يهودى من داخل الصين، لتشجيع المتطوعين الصينيين للمشاركة فى إعادة إعمار وتنظيف مدرسة غانينو الدولية اليهودية للأطفال فى بكين، كالتالى:

 

https://www.thebeijinger.com/blog/2016/08/03/school-needs-volunteers-help-recover-damages-heavy-rains-aug-7

 

   وإمتلأت الصحف والمواقع الصينية – والتى تحتفظ الباحثة المصرية بمطبوعات ونسخ منها- بمناشدات يهودية وإسرائيلية موجهة بالأساس للصينيين وللمهتمين بالتواجد يوم الأحد الموافق ٧ أغسطس ٢٠١٦ فى تمام الساعة العاشرة صباحاً، بعنوان “المدرسة اليهودية فى بكين فى حاجة لمتطوعين لاعادة إعمارها للأطفال اليهود قبيل بدء الدراسة”، موضحين أنه بسبب الأمطار الغزيرة التى ضربت بكين فى الأيام السابقة فإن ذلك سبب دماراً وأضراراً بالغة لفصول وللعب الأطفال اليهود، لذلك فنحن نناشد أصدقائنا الصينيين والمهتمين بالتواجد خلال اليوم المشار إليه للعمل معاً يداً بيد فى جهود تنظيف المدرسة اليهودية للتأكد من أن الأطفال اليهود الدارسين فى هذه المدرسة قادرين على العودة إلى المدرسة فى الوقت المحدد لذلك.

 

 ثم توالت الاعلانات اليهودية – المدفوعة الأجر – بشأن كيف يمكنك أن تشارك فى جهود إعمار المدرسة اليهودية؟ – والاجابة ببساطة، بأن المدرسة تحتاج بعض جهود التنظيف والدهان وغيرها المدرسة، وتأمل فى تنظيف ما تبقى من اللوازم والكتب وبعض مواد المناهج الدراسية، ولعب الأطفال، كما أنها بحاجة إلى المساعدة لإزالة الأثاث التالف. كما أن الطابق السفلي فى حاجة لإعادة الطلاء، وإزالة الجدران المتضررة.

  وفى ذات الاعلان اليهودى الاسرائيلي المدفوع الأجر – والموجه بالأساس للصينيين كما ذكرت – ذكر فيه أيضاً أنه “ولما كان هذا هو حال المدرسة اليهودية فى بكين… فإسمحوا لنا أن نرحب ترحيباً حاراً إلى كل من هو على إستعداد للعطاء فى جهود إعادة إعمار المدرسة اليهودية بأى طريقة ممكنة، والتى تشمل أيضاً جهود المساعدة فى جمع الأموال من أجل الإصلاحات، وعمل أطباق وسندوتشات الفلافل والقهوة والشاى والتى ستكون جميعها نظير أجر وتقدم للمتطوعين، فى حين أن أطفال الآباء والأمهات المتطوعين ستكون هى أيضاً موضع ترحيب للمجيء مع ذويهم المشاركين فى إعمار المدرسة اليهودية للعب فى فناء المدرسة اليهودية حتى إنتهاء ذويهم من عملهم التطوعى فى المدرسة. كما وجه نفس الاعلان الشكر الخاص لجميع المتطوعين الذين لديهم الرغبة بالفعل فى تقديم وقتهم للمساعدة، والدعم المالي بأى مبلغ.

 

  وناشد نفس الاعلان شركات الخدمات الصينية وطلاب المدارس العليا أو طلاب الجامعات الصينيين الذين يرغبون فى قضاء عدة ساعات من العمل التطوعى لخدمة المجتمع، أو الأفراد العاديين المهتمين فى المساعدة فى يوم تنظيف المدرسة اليهودية بأن يتم تشجيعهم على الإتصال بالشخص اليهودى الإسرائيلى المسئول عن إستقبال المتطوعين الصينيين وغيرهم وهو الحاخام “دينى فرويند” Dini Freundlich، مع الإشارة لجميع وسائل الإتصال بهذا الحاخام الإسرائيلى بما فيها تطبيق “الوى شات” Wechat  وهو برنامج التواصل الإجتماعى الأكثر إنتشاراً فى الصين. حيث كتب: لمزيد من التفاصيل، تواصل مع “دينى فرويند” لمعرفة كيف يمكنك المساعدة.

 

 ولم تتوقف تلك الاعلانات اليهودية والاسرائيلية فى الأيام التالية لهذا الاعلان – التى تابعتها الباحثة المصرية بإهتمام شديد ودقيق للغاية لإدراكها أنها أمام عملية إستخباراتية إسرائيلية جديدة – بأن زادت عليه إعلانات أخرى تحمل معنى الدعاية “بدأ العد التنازلى”، “فى انتظاركم… لا تنسون موعدنا يوم الأحد ٧ أغسطس ٢٠١٦، لإعمار وتنظيف مدرسة الأطفال اليهودية فى بكين”.

 

  ولعل أكثر ما إستوقف الباحثة المصرية تحليلياً ومخابراتياً، هو ذلك الإهتمام الإسرائيلى المبالغ فيه من قبل رجال أعمال إسرائيليين بارزين – تعرفهم الباحثة عن قرب – وهم أعضاء فى مجلس الأعمال الصينى – الإسرائيلى وغرفة التجارة الإسرائيلية من المقيمين إقامة دائمة فى بكين وبعضهم متزوج بالفعل من صينيات ولديهم أولاد مختلطى الهوية والعرقية أى من صينيات وإسرائيليين يهود، بشأن إهتمامهم جميعاً بنشر وإعادة تدوير وإرسال الإيميلات ورسائل التواصل الإجتماعى عبر برنامج تطبيق “الوى شات” wechat لضمان وصول مضمون الرسالة التى مفادها، بأن: “إسرائيل واليهود فى حاجة لجهودكم لتنظيف المدرسة اليهودية”.

 

وكان من ضمن من قادوا هذه الحملة – الغريبة والغير مفهومة لإعمار المدرسة اليهودية –  رجل أعمال إسرائيلى بارز – تعرفه الباحثة المصرية معرفة شخصية عن قرب – ومقيم إقامة دائمة فى بكين وخدم سابقاً فى جيش الدفاع الإسرائيلى، وهو الجنرال “كولن فريدمان” Colin Friedman

 

 ويعد الجنرال “كولن فريدمان” واحداً ممن شاركوا ضد مصر فى حرب أكتوبر ١٩٧٣، ويعتقد أن إسرائيل قد كسبت هذه الحرب فى مواجهة مصر، وهو أيضاً رجل أعمال وعضو فى مجلس الأعمال الصيني – الإسرائيلى وغرفة التجارة الإسرائيلية ومتزوج من صينية،  ولديه منها إبن صغير وحيد فى العاشرة تقريباً من عمره، ويعتنق الديانة اليهودية مثل والده، وإبنه بالمناسبة يدرس فى نفس هذه المدرسة اليهودية “مدرسة غانينو اليهودية الدولية” التى تحتاج لجهود تنظيف وإعمار فى بكين.

 

 كان الجنرال “كولن فريدمان”، وهو رجل الأعمال الإسرائيلى المشار إليه هو من قاد تلك الحملة بكثافة قبل يوم الأحد ٧ أغسطس ٢٠١٦، وكانت الباحثة المصرية تتابع بدقة جميع كتاباته خلال تلك الفترة،  وهو يكتب ويناشد ويطالب الجميع بالوقوف مع الأطفال اليهود، ويكتب إعلاناً آخر لحث وتشجيع الجميع على الذهاب للمدرسة اليهودية يوم الأحد ٧ أغسطس، مؤكداً بأنه وزوجته الصينية سيكونا هناك لإستقبال المتطوعين بأنفسهم منذ الصباح الباكر.

 

 وربما مرت هذه الإعلانات مرور الكرام من تحت نظر البعض – دون أدنى إهتمام وتحليل –  إلا أن هذا الإصرار الإسرائيلى – الذى تابعته الباحثة المصرية بدقة متناهية – جعلها تعيد حساباتها وتدقق وتتابع كل المواقع التى نشرت هذا الاعلان بشأن المدرسة اليهودية، بل وتراقب كل الإسرائيليين واليهود المقيمين خصوصاً فى بكين بشأن نشر وإعادة نشر ومناشدة وحث وتشجيع الصينيين على الذهاب للمدرسة اليهودية يوم الأحد ٧ أغسطس، وهو التاريخ الذى حفظته الباحثة المصرية ورددته عن ظهر قلب.

 

  والباحثة المصرية عكفت على تحليل هذه الواقعة بكافة نواحيها وأطرافها من عدة نواح وجهات، كالآتى:

 

  • اليهود بإعتبارهم أقلية فى أى مكان وزمان وفى الصين بالطبع، فإنهم يفكرون مثل أى أقلية أخرى تنشد الإحتماء فى ظل عباءة الأغلبية وهم بالطبع الصينيون حتى يحسوا بمعاناة وآلام اليهود وأطفالهم.

 

  • والباحثة المصرية – بإعتبارها من دارسى الملف اليهودى الإسرائيلى فى الصين وبإعتبارها وجهاً مألوفاً ومعروفاً وربما أيضاً غير مرغوب فيه أيضاً – وهو أمر صراحةً يضحكنى جداً – لدى بعض دوائر العلاقات الصينية – الاسرائيلية فى بكين – نظرت لهذه الواقعة بعين متفحصة بشأن: وهل كان اليهود بالفعل فى حاجة لمساعدة متطوعين صينيين للمساهمة فى تنظيف المدرسة اليهودية المتضررة من الأمطار فى بكين؟ لأنه بنظرة واقعية فإن عدد اليهود فى بكين يتعدى بضعة آلاف ما بين مقيم إقامة دائمة أو زائر للعمل أو السياحة وخلافه… وهذا العدد بالطبع كاف تماماً للمساهمة فى العمل التطوعى لخدمة المدرسة اليهودية… فما سر هذه الإصرار الإسرائيلى وراء إعادة وزيادة المناشدة للصينين للتواجد يوم ٧ أغسطس فى المدرسة اليهودية فى بكين.

 

  • بل وأنا أيضاً أتساءل سؤالاً يحمل مغزى بشأن: وهل صغر حجم المدرسة اليهودية المخصصة للأطفال فقط فى بكين يستدعى مناشدة هذا الكم الهائل من الصينيين عبر الصحف ووسائل الاعلام بالتواجد فى المدرسة فى الموعد المحدد؟

 

  • بل وهل عجز اليهود المتواجدين فى بكين عن الإستعانة بشركة نظافة صينية متخصصة مثلاً لتنظيف وتأهيل المدرسة للدراسة فى موعدها المحدد بدلاً من هذه الإعلانات الإسرائيلية الغير مفهومة لعدة أيام.

 

  • وسألت الباحثة المصرية نفسها سؤالاً مباشراً: وهل يتعلق الأمر بمسألة تجنيد وخلافه؟ بمعنى أكثر دقة ومفهومية هل يتعلق الأمر بالحصول على جميع بيانات الصينيين المتطوعين فى جهود إعمار المدرسة اليهودية المهتمين بمساعدة اليهود فى مصابهم الأليم؟ مع العلم، أننى أشرت خلال السطور السابقة بأن الاعلان تضمن أرقام تليفونات وأرقام إسرائيلية لتسهيل تواصل الصينيين الراغبين فى التطوع مع الجانب الإسرائيلى لتسجيل بياناتهم كاملة من أجل جهود إعمار وتنظيف المدرسة اليهودية.

 

  • بل ومضت الباحثة المصرية – بعين المحلل الخبير بالشأن الإسرائيلى وبمسائل التجنيد الصهيونية وخلافه – بطرح سؤال مباشر ألا وهو: وهل سيتوقف الأمر والمتابعة الاسرائيلية لهؤلاء المتطوعين الصينيين على مسألة جهود إعمار مدرسة يهودية صغيرة للغاية أم أن الأمر سيتعداه إلى مرحلة وربما مراحل لاحقة فيما يعرف بجهود العمل المخابراتى “عملية الفرز” أى عملية فرز الصينيين لمعرفة من يصلح منهم للتقارب مع الجانب الإسرائيلى فى المستقبل؟ خاصة أن الاعلان قد ناشد – وتضمن فعلاً – الفئات التى يرغب الجانب الاسرائيلي مشاركتها فى جهود إعمار المدرسة ومنهم طلبة المدارس العليا والجامعات الصينية… فهل لذلك دلالة معينة عند الجانب الإسرائيلى؟

 

  • وما لم يفت الباحثة بالطبع هو: هل هذه طريقة وعملية تجنيد جديدة يقودها الجانب الاسرائيلي فى المجتمع الصيني؟ أم أن الأمر لا يتعدى فقط “جهود إعادة إعمار مدرسة يهودية تضررت من سقوط أمطار غزيرة عليها فى بكين؟”. وأنا أطرح هذا السؤال تحديداً لكل من يقرأ هذا تحليلى كى يشاركنى الرأى.


   والمعلومة العامة التى تود الباحثة المصرية إضافتها فى هذا الشأن هو أن يوجد ثلاث مدارس يهودية للأطفال فى الصين – وفق البيانات والإحصائيات المعلومة عند الباحثة-  وهى كالآتى:

 

  • “مدرسة غانينو الدولية اليهودية فى بكين” Ganeinu international school وهى التى أشارت إليها الباحثة فى هذه المقال، والتى تقع مباشرة تحت إشراف ” بيت الشاباد اليهودى فى بكين” Chabad Lubavitch of Beijing وهو المعنى بجميع المسائل اليهودية لليهود مكون من دورين ملحقاً به مكاناً للصلاة مقسماً لجزئين واحدة لصلوات النساء والآخر لصلوات الرجال فى الدور الثانى منه، بينما الدور الأول من بيت الشاباد اليهودى فهو عبارة عن “مطعم كوشير يهودى” لإعداد الوجبات الحلال لليهود، مع وجود متحف يؤرخ لتاريخ اليهود فى الصين داخل بيت الشاباد اليهودى فى بكين … ولقد زارت الباحثة المصرية بالفعل بيت الشاباد اليهودى عدة مرات، وعملت مقابلات، وإلتقطت صوراً حية مع مصليين يهود، وإلتقطت عدة صور بداخله خلال زياراتها وإقامتها ودراستها السابقة فى بكين للإطلاع على أحوال وتاريخ اليهود هناك وهى النقطة البحثية الدقيقة التى تخصصت فيها الباحثة المصرية على مدار ١٥ عام متصلة.

 

 

  • “مدرسة مجموعة تودر اليهودية فى شنغهاى” Todder’s Group of Shanghai والتى تقدم تجربة تعليمية للأطفال اليهود فى شنغهاى وتجتمع بهم ثلاث مرات أسبوعياً لخدمة المجتمع اليهودى الكبير فى شنغهاى Shanghai Jewish community ويشرف عليها “بيت الشاباد اليهودى فى شنغهاى” Chabad of Shanghai وهو كما ذكرت سابقاً بيت دينى مخصص للصلوات والأنشطة والأطعمة اليهودية وبكافة المسائل المتعلقة باليهود.

 

ومن خلال العرض السابق للباحثة المصرية، يلاحظ حجم الأنشطة والتواجد الإسرائيلى فى الصين، خاصةً مع بدء ظاهرة جديدة ألا وهى “زيادة ساعات التعليم الدينى اليهودى الصارم للأطفال اليهود المقيمين مع ذويهم فى الصين”، منعاً لإختلاط وضياع الهوية اليهودية من هؤلاء الأطفال. ولعل موضوع المدرسة اليهودية وجهود إعادة إعمارها التى أشارت إليها الباحثة المصرية بإستفاضة خلال السطور السابقة، ما هى إلا حلقة من حلقات إستمرار “التغلغل” و “الإختراق” الصهيونى داخل المجتمع الصينى، وموضوع المدرسة اليهودية ليس ببعيداً عنها.. فهل توافقوننى الرأى؟


نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد