من فضلك اختار القائمة العلويه من القوائم داخل لوحة التحكم

هل سيفوز منتخبنا “الوطني” ونحصل على كأس العالم.؟

قبل حوالي اسبوع كانت التساؤلات غامضة بالنسبة إليَّ مقارنةً بحبيبي الطفل سام، إذ كنت قد قرأت في المجلات الورقية اخبار مونديال قطر 2022 ورأيت ازقة القرية ترتدي وشاح الحداثة بسخاء مفرط لتنافس كل صور الجريدة اليومية، مللت منها ووضعتها أمامي، فاتحاً قلعة 4G التي استحوذ عليها جهازي الخلوي، ظل يراقبني طوال الساعة، ربما لإعلان هزيمة التحدي، بينما لازلت في محاولة الإقلاع عن إدمان الانترنت وهو لا يدرك أنني لا استطيع التخلي عنه بسهولة، وبرغم ذلك لا اتوقع انه سيعلن هزيمتي لأصدقائه الأطفال، وبنظرات بريئة جددت الميثاق ودخلت معه بنفس التحدي للمرة الثانية في هذه الليلة ولن اخذله وإلا سيطالبني بفتح لعبة الحوت الأزرق الملعونة!

لازال يتبعني كالظل، نلعب اللعبة من غرفة إلى أخرى وبدون أي مواجهة، لكن الذكاء الوراثي وليس الذكاء الاصطناعي جعلني ضحية مساءٍ كهذا، خسرت المعركة وانا استرق هذه اللحظة اعتذرت له قائلاً :
– دعني احتفظ بهذه القصة في منتدى سرى للثقافة والأدب العالمي.
ليرد عليَّ بطريقة مختلفة عن أي حوارٍ بين الأجيال الحالية وآبائهم قائلاً:
– حسناً سوف أبدا بالعد التنازلي للعشرة الثانية الأولى بعد السبع الدقائق الماضية.

لم يبق إلا ثلاث دقائق، حينئذٍ رحت اكتب بدون مراجعة كما لم تلاحظون حشرجات حرفي وحكاية الأب القارئ لضميري كفتى يمني دهمته الحرب صبياً، وانا اؤمن أن أحداً لن يقرأ الاخبار مثلي فكيف بقصة هذا التحدي ؟
ثم عدت من جديد للجلوس بزاوية المجلس ومن امامي المنضدة مليئة بالكتب المعاصرة، اخذت الجريدة للتأكد من ورود كلمتي “قرية قطر” وكلما انتقلت إلى أي عاصمة أوروبية اقرأ خبراً عاجل حدث في بلدي كذا وكذا، غير أن وطني العربي الكبير يساهم في الوحدة وانشقاقها، ويزداد حماسي للتخلص منها متنقلاً هنا وهناك باخبار العالم، عندها سئمت القراءة عن اي بلد عربي، اردت الاكتفاء بصور كل الأخبار لتتراءى امامي الصور ملونة حتى قطر نفسها تحولت إلى قوس قزح.. لكن من منكم حضر المونديال ؟
إنني بحاجة إلى إجابة على السؤال الذي تدركه بدون صياغته.. ومن الغريب أنني رأيت صورة لمدينة يمنية كانت عادية جداً وكأنك تشاهد تلفاز قديم والصورة في الجريدة بدون اي لون فعلاً، عكس أي صورة لأي مدينة من مدن هذا العالم المتقدم.

قد لا تدركون هذا الشعور لانكم لم تهتمون بقراءة الاخبار كما كان يفعل العرب حديثاً، ولاننا نغوص في أعماق الإنترنت عبر هذه الأجهزة تفاجأت بسؤاله قبل قليل ليقول:
– بابا سهيل هل سيفوز منتخبنا “الوطني” ونحصل على كأس العالم.؟

لازال ينتظر الإجابة، بينما افكر باستمرار سعادته مع أطفال الحي يترقبون وقت المبارآه بين المنتخب اليمني والمنتخب القطري، جميع الأطفال ينتظرون عودته إليهم لإذاعة التنبؤ كما اعتاد في مباريات كأس غرب آسيا للناشئين 2022 والتي أقيمت في المملكة العربية السعودية ، ربما لا زال ينظر إليَّ وانا متشبث بهذا الهاتف، احاول اكتب لتتعرف على الحقيقة، لذا اتمنى التوقف لمحادثة نفسي والاطلاع على الخبر التالي من جريدة مهترئة احتفظ بها لصغيري سام:

-كشف فوز منتخب الناشئين اليمنيين بكأس بطولة غرب آسيا مدى الاهتمام بالرياضة في اليمن وخاصة في أوساط الشباب.
وفي مشهدٍ غير مسبوق وبمظاهر غير تقليدية، بل وتلقائية، عمت احتفالات اليمنيين بهذا الفوز كل مدن اليمن دون استثناء رغم حالة التمزق السياسي جراء الحرب الضروس الدائرة على أرضه للعام السابع على التوالي.
وبلغت نشوة النصر ببعضهم حد إطلاق الذخيرة الحية في الهواء فضلاً عن الألعاب النارية وإيقاد المشاعل على أسطح البيوت وفي الطرقات.

نعم للمرة الأولى نتحد رغم الحرب والحصار ونفرح بفوز المنتخب الوطني للناشئين حاصلين على كأس العالم في حين كان يلفظه الجميع بكأس بطولة غرب آسيا ربما لان منتخبنا استحوذ عليه وسلبه من خصمه الرياضي بوسط ملاعبه بالدمام.

لذا هل تشعر بالإحباط جراء تثاءب الحاجة بين الفينة والأخرى عن طريق الصدفة او الطرافة لتثبت للجميع أن سؤال صغيري سام لم يكن منطقياً.؟
– حسناً دعني أخبرهم أن سام طفل يمني صغير ينتظر مجيء المباراة الغير آتية منذ بداية كأس العالم ولكن يجب أن يعلم أن منتخبنا اليمني لن يشارك لأن السيد هانس يتابع حوارات السلام وآمل أن نحصل عليه إذ هو بمثابة فوز استثنائي وكأس لا يرى بالعين المجردة لكنه لا يقدر بثمن وننتظر لمعانه ليجدد تجاعيد الشعب العجوز رغم بشاشة وجهي كشاب وهشاشة عظام الثكالى وثقوب القلوب ونزف الدم وفقدان الأحبة إلا أن الهدهد السادس لا زال يحلق في سماء بلادي..
أوه نسيت ان سام ينتظر الخلاصة، هل اخبره أننا لن نتحد ولكن كيف وهو ينتظر تكرار السعادة التي دخلت إلى قلوب كل مواطن يمني؟
لقد ابتعت له العاب نارية وينوي أن يهدي جاري جزءاً منها لكيلا يعبث بسلاحه وخشية أن يفقد صديقاً آخر جراء عشوائية الشعب عند إطلاق النار تعبيراً للفرحة الثانية بعد الأولى.

سهيل عثمان سهيل✒️
ابو سام اليماني
2022/11/17م

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد